يعتبر اللواء محمد الشعار، وزير الداخلية السوري، الذي لقى مصرعه اليوم الأربعاء خلال الانفجار الذي استهدف مقر الأمن القومي بدمشق، أحد أهم الشخصيات التي تدرجت في المناصب العسكرية بسوريا، كما ارتبط اسمه بعدة قضايا شائكة، حيث اتهمته المعارضة بالتورط في مجزرة سجن صيدنايا العسكري في 2008، والتي وراح ضحيتها عشرات السجناء والحراس. وكان قد ذكر بيان صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن نحو 25 شخصًا قُتلوا بعد قيام الشرطة العسكرية، التي كان يرأسها الشعار بإطلاق الرصاص على نزلاء سجن صيدنايا. ولد الشعار في اللاذقية الساحلية غرب سوريا 1950، والتحق بالقوات المسلحة في 1971، وتقلد العديد من المناصب من بينها رئاسة المخابرات العسكرية وقيادة الشرطة العسكرية. وتولى الشعار منصب وزير الداخلية السورية في أبريل 2011، في حكومة عادل سفر، التي تم تشكيلها عقب اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، وجاء خلفا لسعيد سمور الذي شغل المنصب منذ عام 2003. بمرور 30 يومًا على اندلاع الثورة السورية، استقالت الحكومة وشكل بشار الأسد حكومة جديدة، كان الشعار وزيرًا لداخليتها، وفي 25 أبريل أطلق الجيش السوري عمليَّات عسكرية في درعا ودوما وكانت الأولى من نوعها، وأسفرت عن مصرع عشرات المدنيين، وفي 28 مايو بدأت حملات أخرى في مدينتي الرستن وتلبيسة ولقي 100 سوري مصرعهم. وفي 3 يونيه اعتصم عشرات الآلاف من المتظاهرين في ساحة العاصي بمدينة حماة وسط سوريا، ففتحت عليهم قوات الأمن النار، فلقي نحو 70 شخصًا مصرعهم وعرفت ب"مجزرة جمعة أطفال الحرية". واستمرت أعمال العنف تحصد أرواح السوريين، بقيادة كبار قيادات الجيش والداخلية، ليتم اليوم استهداف حياة عناصر رئيسية في الدائرة المقربة من بشار الأسد، ما يهدد بسقوط نظامه. ومن جانبه قال مصدر أمني سوري، إن الانتحاري الذي فجر مبنى الأمن القومي اليوم، وأدى إلى مقتل محمد الشّعار، وزير الداخلية، وداود راجحة، وزير الدفاع، ونائبه آصف شوكت، كان حارسًا خاصًا في الدائرة المقربة من الأسد. وفي سياق متصل أعلنت جماعة لواء الإسلام السورية المعارضة مسئوليتها عن التفجير، وقالت في بيان على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن أحد أعضائها هو من قام بتفجير مبنى الأمن القومي، خلال اجتماع عدد من الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية. يذكر أن إحدى الروايات التي ترددت على لسان سجناء إسلاميون عقب مجزرة سجن صيدنايا العسكري في 2008، وكان الشعار رئيسًا للشرطة العسكرية وقتها، أوضحت أن كتيبة من الشرطة العسكرية قامت بتفتيش السجن بطريقة مستفزة ووضعوا القرآن على الأرض ما استفز مشاعر السجناء الإسلاميين، ثم وقعت مشادة بين السجناء والشرطة العسكرية، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات داخل السجن وقامت قوات الأمن بإطلاق الأعيرة النارية وقتلت عشرات السجناء.