عرفته فى الكويت, وبعد الثورة تم الإفراج عن كل قيادات الإخوان المسلمين وغيرهم, بل تم الإفراج عن بلطجية متهمين فى قضايا عسكرية, لكن يبدو أن مصر لم تتغير كما ينبغى, وهذه رسالة للناس وللمجلس العسكرى الذى يملك العفو كافة.. ولكنها خاصة للدكتور محمد بديع، مرشد الإخوان، ولرئيس مجلس الشعب الدكتور الكتاتنى ورفاقه من المتهمين السابقين فى قضية التنظيم الدولى للإخوان. لماذا يظل عالم أزهرى بلغ من العمر حكمته فى عقده الثمانينى, مثل الدكتور توفيق الواعى, والذى أدانه مبارك بتهمة التمويل الإرهابى لجماعة محظورة وقتها, وكل طلب الرجل فيما تبقى من عمر- أطال الله عمره- أن يزور حبيبته وأن يدفن فى ثراها وهذه ملخص رسالته: "سنين طوال وأنا أنتظر انقشاع الأحزان وظهور الإصباح, تساقطت على أمطار من السماء بدون غيوم, فنظرت فوجدتها دموع القمر, لقد أبكت همومى مهجة القمر, لقد سكبت جراحى دما حتى يرتوى عطش فرعون وما ارتوى.. آه يا زمن حسبتك تخفف آهاتى.. ومالى من ذنب إليك علمته سوى أن قلت يا بلدى اسلمى.. خرجت أبحث عن دواء يداوى كلومى وجراحى.. أبحث عن مرسى عن ميناء, عن شاطئ ترسو عليه سفينة أحلامى, أبحث عن حب يذهب حزن الأيام, وعن كلمة تعفى عن كل كلام.. فقلت آه لقومى, وأه من أعدائى التفتوا إلى الافتراء على وظلمى وأنا ألتفت إلى خيرهم وبرهم.. وعند فراقى لبلادى الذى استمر طويلا 40 عاما بدون أن أدرى, قلت لها وداعا يا حمامة الحب, ويا مراتع الصبا, ويا ديار الأحبة, وحين استقررت فى الغربة, همست للريح أن تحمل سلامى إليها, وللطير أن ينقل عشقى المشبوب إلى سامعيها وقلت: لله الأمر من قبل ومن بعد, ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله". وأنا أقول: فعلا لله الأمر من قبل ومن بعد, وأنتظر ممن تعنيهم تلك الرسالة أن يكملوا الآية ويقولوا(ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) وانتهى ملخص رسالة الدكتور توفيق الواعى، رئيس قسم العقيدة والدعوة فى كلية الشريعة بجامعة الكويت سابقا، ابن الأزهر وعضو المؤتمر القومى الإسلامى وعضو جبهة علماء الأزهر والمدان بأمر مبارك فى قضية التنظيم الدولى. ألم يأن لهذا المرتحل المنفى أن يسجد لله شكرًا على أرض مطار القاهرة, وأن ينظر للنيل, وأن يطمئن, أن تراب مصر يسعه لو حان الأجل,ألا هل بلغت؟ [email protected]