"الإبحار عبر المضيق.. سيادة الرياض على تيران وصنافير".. كان هذا عنوان المقال الذي أعده للقناة السابعة العبرية كل من إيران ليرمان، المسؤول السابق بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، والعضو السابق بالاستخبارات العسكرية، والبروفيسور يوشوع تيتلباوم الخبير في الشؤون الخليجية. وتساءلا في مقالهما: "لقد وافقت مصر على إعادة الجزيرتين اللتين تقعان بالبحر الأحمر وتتحكمان في الملاحة الخاصة بمدينة إيلات الإسرائيلية للسعودية، فما معنى هذه الخطوة بالنسبة لتل أبيب؟". وأجابا: "بالنسبة للإسرائيليين فإن ذكر اسم تيران وصنافير كان يثير قشعريرة أسفل أعمدتهم الفقرية؛ فقد كان إغلاق مصر لمضيق تيران سببًا للحرب مرة أخرى مع إسرائيل في عام 1967، عندما ضرب الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر بقواعد الحذر والمعايير الدولية عرض الحائط وأغلق الطريق أمام السفن الإسرائيلية، في وقت تعتبر فيه إيلات كنزًا استراتيجيًا لإسرائيل ومحطة للتجارة بينها وبين جزء كبير من قارتي آسيا وأفريقيا؛ بل إن بروتوكولاً سريًا تم توقيعه بين بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في أكتوبر 1956، تضمن إشارة صريحة لاحتياجات تل أبيب بشأن صنافير وتيران". وأشارا إلى أن "إسرائيل كانت قد استولت على الجزيرتين خلال حرب 1967، لكن بعد معاهدة السلام عام 1979 مع مصر، أعلنت الأخيرة التزامها بالمعايير الدولية فيما يتعلق بحرية الملاحة وأعادت إسرائيل صنافير وتيران إليها، وبهذا تم إزالة واحدة من نقاط التوتر بالمنطقة لسنوات عديدة، وتم إبعادها عن ميدان الصراع". هل تعيد الجزيرتان التوتر من جديد؟.. يتساءل كاتبا التقرير، قائلين إن "الجواب يمكن استخلاصه من إعلان تسليم صنافير وتيران خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان للقاهرة، هذه الزيارة عززت العلاقة الحيوية بين الدولتين، ما يوطد الاستقرار الإقليمي مع توقيع قائمة طويلة من الاتفاقيات الثنائية بين السعودية ومصر على الصعيدين الاقتصادي والاستراتيجي". وقالا: "بعد أن لعبت الرياض دورًا رئيسيًا في المحافظة على النظام المصري الحالي، ومساعدته في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية، فإن السعوديين الآن في وضع يمكنهم من وضع اللمسات الأخيرة فيما يتعلق باستعادة السيادة على الجزيرتين، وتنازل الرياض للقاهرة عنهما قبل عشرات السنوات لمواجهة تل أبيب لم يعد أمرًا ذي صلة". وأوضحا أن "إسرائيل لم تتفاجئ بتسليم مصر الجزيرتين للسعودية؛ ففي يوليو الماضي، أعلنت القاهرة خلال زيارة قام بها وزير الدفاع وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لها، إشارات صريحة على ضرورة تسوية بعض المسائل مع الرياض فيما يتعلق بترسيم الحدود البحرية بين البلدين؛ ما كان معناه جزيرتا صنافير وتيران، واهتمت مصر بتفسير الأمر لإسرائيل وتبديد أي تخوفات لدى الأخيرة حول عواقب هذه الخطوة على حرية الملاحة في البحر الأحمر". وأضافا "وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون أثنى على السعوديين وما قاموا به فيما يتعلق بالجزيرتين، حتى لو تم ذلك بطريقة السعودية الخاصة وبدون تنسيق مباشر مع إسرائيل، والمهم أن حرية إسرائيل في الملاحة بالمضيق مكفولة في الصفقة التي تمت مع مصر". وأشارا إلى أنه "بالفعل فإن استعادة السعودية للسيادة يعمل على تعزيز التزام الرياض إزاء استقرار مصر، وأي خطوة كبيرة تساعد في الجمع بين معسكر الاستقرار في المنطقة تحت قيادة مصرية سعودية مشتركة، سيخدم أيضًا مصالح إسرائيل". وختما بالقول: "رغم إعلان الرياض عدم إجراء اتصالات مباشرة بينها وبين تل أبيب حول مسألة الجزيرتين أو أي مسائل أخرى على مدار السنين، إلا أن تعهد المملكة بالتمسك بما تعهدت به مصر فيما يتعلق بمعاهدة كامب ديفيد، لا يعني إلا أن الرياض لم تعد تنظر لتل أبيب ومكانتها بالمنطقة، على أنها شذوذ يحتاج إلى تصحيح".