"الشرطة المصرية أجهضت مظاهرات الجزيرتين".. تحت هذا العنوان سلطت وكالة "أسوشيتيدبرس" الأمريكية فى تقرير مطول الضوء على التدابير الأمنية المشددة التى اتخذتها قوات الأمن المصرية، الاثنين الماضى ،ضد المتظاهرين المعارضين لنقل تبعية جزيرتى "تيران وصنافير" إلى السعودية مشبهة أحداث اليوم بلعبة "القط والفأر" فى أنحاء القاهرة. وأضافت "أ ب" أن آلاف من شرطة مكافحة الشغب المصرية أجهضت خطط للاحتجاجات الجماعية ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر استخدامها للغاز المسيل للدموع بل وأحيانا ضرب الناشطين الشباب بغية تفريق التجمعات التى قُدرت بالمئات فى يوم. وأوضحت الوكالة الأمريكية أن قوات الشرطة التى ظهرت بأعداد ضخمة سيطرت على المواقع الحيوية فى القاهرة والتى كانت تمثل نقاط تجمع المتظاهرين، وقامت بفحص بطاقات هوية المواطنين بل وأقدمت على اعتقال 100 متظاهر على الأقل، معظمهم فى حى الدقى بالجيزة، بحسب روايات ناشطين ومحامين حقوقيين. وبلغ إجمالى عدد الصحفيين الذين ألقت الشرطة القبض عليهم طيلة أمس الاثنين حوالى 11 صحفيًا، وذلك قبل أن تخلى سبيلهم جميعًا فى نفس اليوم، وفقا لبيان صادر عن نقابة الصحفيين المصرية. وقالت إحدى المتظاهرات رفضت ذكر اسمها:" كان الكر والفر هو السائد. فما إن نتقدم ونتجمع فى مكان، حتى يهاجوننا فيه". ونقلت الوكالة عن أحد المواطنين المؤيدين ل السيسى قوله وهو يشاهد الشرطة تضرب اثنين من المحتجين:" ولاد الكلب عاوزين يوقعوا الدولة". مظاهرات الاثنين تجيء فى أعقاب حملة من الاعتقالات التى شنتها قوات الأمن فى الأيام الأخيرة على عشرات الناشطين خلال تواجدهم فى المنازل والمقاهى فى إطار سعى السلطات لإجهاض تظاهرات الجزيرتين. و على الجانب الأخر، قال معصوم مرزوق القيادى فى حزب الكرامة فى تصريحات ل " أسوشيتيد برس" قائلا:" ندين انتهاكات الحقوق الدستورية للتجمعات السلمية. سندخل فى اعتصام ريثما ينسحبون، ونطالب بإطلاق سراح كافة من اعتقلتهم قوات الأمن أمس وفى الأيام السابقة." وتمركزت الشرطة فى الميادين الرئيسية، مطوقين المناطق التى دعا عشرات النشطاء للتظاهر فيها مثل نقابة الصحفين فى وسط البلد ،فيما تمركزت قوات الأمن فى ميدان التحرير الذى كان مشهدا لموجة من الاحتجاجات منذ الانتفاضة الجماعية عام 2011 التى عزلت مبارك. وعلى نفس السياق، ذكرت جماعات حقوقية أن زهاء 100 شخصا قد ألقى القبض عليهم منذ أواخر الأسبوع الماضي، بعضهم اعتقلتهم قوات الأمن قبيل ساعات من احتجاجات أمس. وأشعل قرار التنازل عن "تيران وصنافير" موجة من الغضب الوطنى ضد حكومة السيسي، وخدم كذريعة للمصريين للتعبير عن سخطهم حيال نطاق واسع من القضايا، بما فى ذلك تعامل النظام مع الملف الاقتصادي، والانتهاكات الحقوقية المستمرة على أيدى القوات الأمنية. وأشار التقرير الأمريكى إلى أن الحكومة تصر على أن الجزيرتين سعوديتين، وكانتا تحت الإشراف المصرى بموجب اتفاق مع المملكة يعزى لخمسينيات القرن المنصرم فى الوقت الذى أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤخرا أن مصر لم تفرط فى حقوقها عندما وقعت اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع السعودية الذى تضمن أن جزيرتى تيران وصنافير فى البحر الأحمر سعوديتان. واختتم التقرير بتصريحات الرئيس السيسى أيضا فى لقائه مع ممثلى المجتمع بأن ردود الأفعال حول هذه القضية لن تؤثر على العلاقات المصرية السعودية، مشيرا إلى أن رد فعل المصريين والإعلام لم يخدم مصر فيما يتعلق بموضوع سد النهضة مع إثيوبيا.