قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن رجال الأمن المصري ترصدوا شوارع مصر والأزقة، وانتشروا في محطات المترو والسيارات المصفحة؛ بحثا عن مصادر الاضطرابات والمظاهرات، مرتدين الزي الأبيض والأسود أو الملابس العادية في محاولة للاختلاط بين الحشود. وتضيف الصحيفة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يبدو أنه أرسل كل رجاله إلى شوارع القاهرة، في استعراض للقوة، هادفا منع أي احتجاجات ضد حكمه، ومنع مزيد من الانتقادات في الأماكن العامة. وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن الجهد كان ناجحا بطريقة ما، موضحة أن الدعوة للاحتجاجات جاءت اعتراضا على قرار السيسي لنقل سيادة جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية. وتوضح الصحيفة أن المظاهرات بوسط القاهرة التي خرجت رافضة لقرار التنازل عن الجزيرتين للسعودية، تخللتها هتافات دعت إلى إسقاط الحكومة، وتتشابه مع ثورة مصر في عام 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. وفي هذا السياق، قالت مجلة تايم الأمريكية، إن السلطات المصرية تصرفت بسرعة لقمع المظاهرات بالأمس، بعد عدة أيام لأكبر احتجاجات خلال السنة، حيث فرقت قوات الأمن سلسلة من الاحتجاجات في أنحاء القاهرة؛ لاعتراضها على قرار الحكومة بشأن نقل جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر للملكة العربية السعودية. وتابعت المجلة أن المظاهرات الناجحة عكست الشعور الذي ينتاب جماعات المعارضة بعد تنظيمهم أكبر احتجاج في مصر منذ أكثر من عام في 15 أبريل، كرد فعل على تسليم الجزر للسعودية. وتشير المجلة الأمريكية إلى أن شرطة مكافحة الشغب انتشرت في أحياء وسط القاهرة، وطوقت عشرات المواقع التي قرر المتظاهرين الاحتجاج بها، مثل نقابة الصحفيين، وميدان التحرير، الذي كان مسرحا لثورة 2011، وأطاحت بالرئيس الأسبق مبارك بعد 30 عاما من حكمه. وذكرت «تايم» أن في الأيام التي سبقت الاحتجاجات، شنت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة، يؤكد الناشطون أنها هدفت لقمع المظاهرات، ووفقا لبيان مشترك من 16 جماعة حقوقية مصرية، ألقت الشرطة القبض على 90 شخصا على الأقل، من بينهم نشطاء ومحامين وصحفيين، في ثماني محافظات، وداهمت الشرطة المقاهي ومناول النشطاء. ومن جانبها، قالت شبكة اي بي سي الإخبارية الأمريكية، إن العدد الهائل لرجال الشرطة في الشوارع، منع المتظاهرين من التجمع، وغالبا ما أجبرهم على تغيير مراكز التجمع لأماكن أخرى. وترى الشبكة أن الاحتجاجات الأخيرة مصدر قلق إضافي للرئيس السيسي، وسط مواجهته لانتقادات متزايدة بسبب الاقتصاد المتدني، وغيرها من القضايا الأخرى.