طالب الكاتب الصحفى حمدى رزق، الرئيس عبد الفتاح السيسى، بعدم ذكر سيرة والدته فى خطاباته أو كلماته الموجهة إلى الشارع، مؤكدًا أن ذكر والدته فى الخطاب الأخير تسبب فى تعرض البعض إليها وأن يستحلها فى تدوينات وكومنتات وتغريدات وهتافات قذرة، حسب قوله. وكان نص مقال "رزق"، بصحيفة "المصرى اليوم": أذكر فى بداية حكم مرسى أنه تم التعريض بحجاب السيدة زوجته، وتسلطت عليها كتابات عقورة، فكتبت- وأنا المناهض لجماعة الإخوان قبل وأثناء وبعد الحكم- مطالباً بإخراج السيدة زوجة الرئيس من العركة السياسية، وأن تكف الألسنة عن التعرض ل«أم أحمد» بأذى، أمامكم مرسى، والفروسية تفرض المواجهة كرجال وليس باستهداف الحرمات. وهذا مثبت ومنشور، لا نطلب منهم جزاء ولا شكورا، ولكنها مكارم الأخلاق التى تربينا عليها، بالسوابق وعلى هذه الأرضية الأخلاقية التى نلزم أنفسنا بها، تأذيت- ومثلى كثيرون- من استحلال نفر من العقورين للمرحومة والدة الرئيس فى سياق الهجمة الإلكترونية التى صاحبت قضية الجزيرتين، كل هذا الإسفاف، تغريدات شائنة، وكومنتات وقحة، وتدوينات تغرز فى وحل الخلاف، مال المرحومة بما شجر بيننا. محباً أرجو أن يكف الرئيس عن ذكر السيدة والدته- رحمة الله عليها- فى خطبه أو حواراته السياسية، هذا حديث لا يفهمه إلا مَن يقبّلون أيدى السيدة الوالدة امتناناً وفضلاً، وتتعطر ألسنتهم بذكر فضل الأمهات، ويعرفون للأم قدرها وينزهونها عن الكلم الصفيق. للأسف الرئيس أعطى فرصة لنفر من السوقة والسفلة أن يستحل والدته فى تدوينات وكومنتات وتغريدات وهتافات قذرة، تهتبل ذكر الرئيس لوصية والدته فى معرض حديثه عن رد الحقوق إلى أصحابها، لتنال بسفالة منقطعة النظير من عضم التربة، وما تربينا على ذلك، وما شهدنا هذا التدنى والانحطاط فى الاحتراب السياسى، هذه ليست معارضة، هذا خوض فى سيرة الكُمّل من الفضليات. الرئيس فى الحكم، مَن يخرج عليه معارضاً فليخرج، ومَن يرفضه فليرفض، ما اجتمع البشر على إنسان، والاختلاف من طبائع البشر، فاختلِفوا، واعترِضوا، وارفضوا أنى شئتم، ولكن الإساءة لمَن هم فى القبور ليست من شيم الكرماء، والتعريض بالأمهات ليس من أخلاق المحترمين، والترخص حتى ملامسة القاع تدنٍّ، لا يرسمكم شجعانا، ولا معارضين، بل يُحزن مَن هم فى البيوت يشاهدون هذا الذى منه ينفرون. الرئيس مؤدب، ولا تخرج منه العيبة، لم يخرج على آداب الحوار، ولم يَنَلْ من سمعة المعارضين، حتى الإخوان والتابعين الذين يناولونه بالشمال واليمين لم يستخرجوا منه على سفالاتهم لفظاً قبيحاً، لماذا الخوض فى الوحل وإهانة السيدة والدة الرئيس؟.. هذا الدرك الأسفل الذى هبط إليه البعض فى معارضة الرئيس خارج عن السياق السياسى والأخلاقى والشعبى، يُخلف نفوراً هائلاً، ويلون الخلافات السياسية بألوان زاعقة، للأسف كل إناء ينضح بما فيه. لم نشهد فى حياتنا هذه الاستباحة للحرمات، نفر من الرافضة جاوز المدى سباباً، وإذا كنا نطلب من الرئيس أن يكف عن ذكر والدته فى خطاباته وحواراته السياسية ولا يتبسط هكذا، وهذا رجاء وليس وصاية، لأن هناك عقورين يتلمظون لأكل لحم الموتى، أَوْلَى بالآباء الروحيين للمعارضة أن يرفضوا علانية هذا الفعل الشائن، وأن يقفوا موقفاً أخلاقياً من هذا الانحطاط السياسى، لا أحد منهم يقبل على والدته ما يراه تدنياً ويصمت على إهانة، مَن يقبل هذا ويستملحه ويشجع عليه، حتما ستدور عليه الدوائر، وسيحصد خسارة، إذا قبلنا هذا السلوك الشائن على الرئيس من شذاذ الأفق، فلا تلومُن إلا أنفسكم، لن تنجو «أم طيبة» تدعو لمصر من ألسنة حداد تسلقها.. هل هذا جزاء الإحسان؟.. الرئيس لن يتغير، هكذا خطابه، ولكن عليه أن يتحسب، هناك مَن يعد عليه أنفاسه، ويحصى عليه كلماته، ومَن يقف له ع الواحدة، كل التفاتة وكل نظرة وكل حركة هناك مَن يجيرها، ويشهلها، ويشيرها تشييرا، مَن يصنع منها مادة للسخرية، وكومكس للفرجة، لا يرعوى لحرمة الموت، أو لحرمات البيت، هناك استباحة كاملة لكل الأدبيات المرعيات فى شعب يعرف العيبة!.