قال الكاتب الصحفي حمدي رزق، إن الحملة التي يشنها البعض ضد الإعلامي خيري رمضان، على خلفية استضافته لأدمن صفحة "يوميات زوج مطحون" تيمور السبكي، هي عبارة عن حكم إعدام قبل المحاكمة، مستنكرًا قرار قناة ال"cbc"، بوقفه عن العمل قبل التحقيق معه. وكان نص مقال "رزق"، بصحيفة "المصري اليوم": ذبح الأستاذ محمد الأمين الصديق خيرى رمضان تحت قدميه قرباناً للغاضبين، بقى أن يقدم خيرى كفنه فى سرادق يقام فى أسيوط يحضره المحافظ ومدير الأمن وممثل لشيخ الأزهر، على عادة أهلنا فى الصعيد فى المصالحات التى تعقب أنهار الدم، حقنا للدماء. عدد البلاغات التى قدمت ضد خيرى فى مكتب النائب العام يكفى لإعدامه، واستئصال ذريته من بعده، ماذا يضير الشاة بعد ذبحها وسلخها فى البرلمان؟ نفرة نواب البرلمان ترتعد من هولها رُكب الركبان، اقتلوا خيرى رمضان!. وراء الأكمة ما وراءها، لن أذهب بعيدا فى تأويل وتفسير ما جرى لخيرى بسبب حديث الإفك الذى قال به تيمور عقور، عاب، من العيبة، فى شرف أشرف نساء الأرض جميعا، ولكن خيرى هنا ضحية بالمعنى الكامل للضحية، ضحية الشرف، لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم، وما خاض خيرى فى عرض، ولا لامس شرفا، ولا صمت عن إهانة، ووقف موقفا رجوليا ممن تجاوز الأعراف، خصوصا فى الأعراض، لو صمت لحقّ عليه العذاب، ولو استحب واستملح لاستحق الشنق فى ميدان التحرير. ليس بجديد أن نقول إن الحلقة قديمة، وجرى بعثها من قبرها الإلكترونى إذ فجأة، واجتزاء فقرة من فقراتها عنوة واهتبالا، وتشييرها تشييرا كثيفا فى توقيت معلوم لاستثارة الدماء الحارة فى عروق الصعايدة، نساء الصعيد مثل رجاله، لا يقبلن الدية فى شرفهن، وشرفهن أثمن ما يملكن، من ذا الذى مس شرفهن؟ خيرى رمضان الذى دافع عن شرف أخواته، أم هذا المهين الذى لا يكاد يبين؟ التمييز واجب. هن غاضبات، ولهن كل الحق، لن أكسب نساء الصعيد فى صف خيرى إذا ذكرت أن زوجته الفاضلة وأم أولاده صعيدية من بنى سويف، وما كان خيرى يقبل على زوجته هراء هذا الأرعن الذى جاوز الأعراف جميعا، وما عرف عن خيرى أنه يتعاطى هذه الموبقات أو أدمن على هذه الاجتراءات، ولا جاوز يوما المرعيات، وتصدى كما يجب لهذا الأحمق المخبول، وقال فى نساء الصعيد قولا كريما. طبعا الأستاذ محمد الأمين ضحّى بخيرى، إذا جاء الطوفان حط خيرى تحت رجليك، أنقذ نفسه وفضائيته وموقعه كرئيس لغرفة صناعة الإعلام، أوقف خيرى ابتداء، دون بحث أو تحرٍ أو مشاهدة للحلقة، كان واجباً على الغرفة أن تشاهد الحلقة أولا، وتنتدب لجنة من خبراء الإعلام لتقييم أداء المذيع، هل كان مصيبا، هل أخطأ، هل كان سلبيا، هل ترك الحبل على الغارب لضيفه ليخوض فى الأعراض، هل استملح الحوار واستزاد، هل صدر عنه اعتراض بلغ الرفض، أم صهين، من الصهينة، وهو لفظ مقارب للطناش؟. توقيت الحملة الضارية يشى بالكثير، ولا أملك ثمة تفسير، المعنى فى بطن الشاعر، وأثق فى غيرة أبناء الصعيد الفطرية على أعراضهم، وأغبطهم على هذه الحمية الرجولية، ولكن توجيه السهام إلى قلب خيرى رمضان ليس من العدالة فى شىء. قرار إيقاف خيرى رمضان رشحه هدفا لا تخطئه عين رامى السهام، صَلب خيرى رمضان من خلال غرفة صناعة الإعلام حكم إعدام قبل المحاكمة، استباق الأمين للتحقيقات التى كان حتما ولابد أن يخضع لها فريق البرنامج وفى مقدمتهم خيرى رمضان جعل من خيرى متهما أول، لا أحد يعرف هذا التيمور، من مجهول إلى المجهول، ولكن خيرى رمضان على الشاشة، معلوم بالضرورة، وسيرته براء من مثل هذا التدنى فى السلوك. مداخلة خيرى رمضان مع الأستاذ مصطفى بكرى كانت فى غاية الدقة والوضوح وتكفى وزيادة، ولكن صوته ضاع فى لجة الغضب، ووقف الكل كليلة مكتوفى الأيدى لا يمدون يدا لإنقاذ خيرى من اليم، جميعا يخشون غضبة الصعايدة، ولو تمهل كبار النجع هنيهة وشاهدوا الحلقة كاملة بدون اجتزاء لقالوا قولا حكيما فى شأن خيرى، أعلم أن الصعايدة مفطورون على الحق ولو كان على رقابهم.