كشفت الجماعة الإسلامية، اليوم الإثنين، عن نيتها الانفصال عن تحالف دعم الشرعية، وذلك في بيان رسمي على موقعها الإلكتروني؛ حيث أكدت أن "الاختلاف الداخلي الذي تشهده جماعة الإخوان المسلمين قد يكون سببًا في تخلي الائتلافات الداعمة لهم عن القضية". وقالت الجماعة إنها تخشى أن تنفض يدها من تحالف دعم الشرعية مستغلة بذلك حالة الاختلاف والتشرذم الذي يحدث للإخوان، ومعتبرة في الوقت ذاته أن هذه الحالة لا تخدم سوى أعداء التحالف والذين يحاولون الوقيعة بين الإخوان والجماعة الإسلامية. وكانت أنباء قد تسربت بقوة في وقت سابق عن اتجاه الجماعة للمصالحة مع الدولة تاركًا الإخوان، وهو ما ترجم عمليًا بالإفراج عن قيادات بالجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية التابع لها، حيث سبق وأن تم الإفراج عن الدكتور نصر عبدالسلام، القيادي بالجماعة، وعلاء أبو النصر، الأمين العام لحزب البناء والتنمية. غير أن نائب الأمين العام للبناء والتنمية، أشرف فايد، أكد في تصريح خاص ل"المصريون"، أن الجماعة الإسلامية لن تتحالف مع النظام ولا توجد أي مبادرة للصلح بينها وبين الدولة، لافتًا إلى خطورة الموقف الحالي والذي يُترجمه البعض على وجود مبادرة للتصالح السياسي. وكشفت مصادر داخل الجماعة عن مبادرة يتم الإعداد لها حاليًا، تتضمن الإفراج عن أعضاء الجماعة بالسجون وعدم تعرضهم لملاحقات أمنية في مقابل التخلي عن تحالف دعم الشرعية والإخوان، موضحة أن الجماعة كانت تتحفظ على المبادرة في وقتٍ سابق؛ لأنها تُحد من نشاطها السياسي، إلا أنها حصلت على تعهد مسئولين بالنظام على إتاحة هذه الفرص لعناصرها الذين لم يشاركوا في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. ووصف الباحث الإسلامي وعضو الجماعة الإسلامية السابق، هشام النجار، موقف الجماعة الحالي ب"المنقسم على ذاته"، مطالبًا الجماعة بالوضوح التام خصوصًا مع القواعد التابعة لها، ومشيرًا في الوقت ذاته إلى حالة التخبط التي تشهدها الجماعة حاليًا والتي تنعكس على رد فعل الجماعة تجاه الأحداث السياسية. وأكد النجار في تصريح ل"المصريون"، أن قيادات بالجماعة في الداخل تسعى لتخفيف حدة الصراع والتصالح مع الدولة، في حين أن عددًا آخر من تلك القيادات في الخارج يسعى لشحن مَن بالداخل ضد النظام ويتزعم هذا الفريق الأخير المهندس عاصم عبدالماجد. وعلق عدد من أعضاء الجماعة الإسلامية على بيان "نفض اليد"، معتبرين أنه تمهيد لبيان سيصدر في وقت قريب تعلن فيه الجماعة تخليها عن الإخوان نهائيًا، متعللة بالانشقاقات الداخلية التي يشهدها الإخوان حاليًا.