يصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى القاهرة غدًا للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي قبيل التوجه إلى تركيا لحضور اجتماعات القمة الإسلامية الثالثة عشر المقرر عقدها بمدينة إسطنبول التركية في العاشر من ابريل الجاري وحتى الخامس عشر من نفس الشهر. فيما تثار التكهنات حول إمكانية لجوء الملك سلمان إلى إقناع السيسي بحضور القمة بنفسه في مسعى لإنهاء الخلافات العميقة بين القاهرةوأنقرة. ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصدر تركي مقرب من الحكومة، أن "الملك سلمان سيشارك في القمة الإسلامية وسيعقد لقاءات رسمية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، كما كشف عن أن الملك سلمان وأردوغان سيوقعان بشكل رسمي على اتفاقية التعاون الإستراتيجي التي تم التوافق عليها بين البلدين". ورداً على سؤال حول طبيعة التمثيل المصري في القمة، قال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه: "حتى الآن لا يوجد إعلان أو إبلاغ رسمي بطبيعة الوفد المصري الذي سيشارك في القمة، لكن من شبه المؤكد أن وزير الخارجية سيحضر"، وعن احتمال حضور الرئيس السيسي إلى القمة، قال "لا يوجد شيء مستبعد، يمكن أن يحصل ذلك". فيما نسبت الصحيفة إلى دبلوماسي عربي في أنقرة، القول، إن المعلومات المتوفرة لديه تشير إلى أن وزير مصري سيترأس وفد بلاده إلى القمة، وقال الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن اسمه "المعلومات الحالية أن وزير سيترأس الوفد لكن لا أعلم إن كان سيتم تغييره أم لا". وعن احتمالات تحسن العلاقات التركية المصرية، قال "لا أعلم إن كان هناك تغيير لناحية التقارب لكن شخصيًا لا أعتقد ذلك". وكانت مصادر تركية قالت في وقت سابق إن المملكة العربية السعودية تعمل منذ أشهر على حل الخلافات المصرية التركية في مسعى منها لتقوية تحالفاتها في المنطقة لا سيما أن المملكة الداعم الأكبر للنظام الحالي في مصر وتركيا باتت من أكبر وأهم حلفائها في المنطقة. وفي وقت سابق عقب المتحدث باسم الخارجية التركية تانجو بيلجيتش، على احتمال زيارة السيسي لتركيا بالقول: "مصر أحد أعضاء المنظمة والرئيس الحالي للقمة.. منذ الآن فصاعدا ستتولى تركيا رئاسة الدورة، وفي هذا الشأن سيتم دعوتها لحضور القمة الثالثة عشرة التي ستعقد في إسطنبول، ولم يتم حتى الآن إرسال الدعوات الرسمية لحضور القمة، أما فيما يتعلق بمن سيشارك في القمة من الجانب المصري فهذا أمر ستحدده السلطات المصرية". المحلل السياسي التركي باكير أتاجان قال إن تركيا وجهت دعوة رسمية لمصر من أجل حضور المؤتمر والقيادة المصرية هي من سيقرر الحضور، موضحًا أن الأعراف الدبلوماسية وفي الوضع الطبيعي يحضر رئيس الدولة. وعن موقف أردوغان من احتمال زيارة السيسي، قال أتاجان "بالطبع أردوغان لا يستطيع التراجع عن مواقفه من السيسي بسهولة ولن يكون مُرحباً به، لكنه بالطبع لن يخرج عن الأعراف الدبلوماسية وسيلتزم الصمت والحيادية على الأقل، وبالطبع لن يهاجم السيسي في خطابه". ويلفت الكاتب والمحلل السياسي التركي مصطفى اوزجان إلى أن السعودية "ربما تنجح في إحداث تقارب بين مصر والإمارات من جهة وتركيا من جهة أخرى، فالتحديات واحدة لهذه الدول.. الخلافات موجودة ولكن يمكن تجميد نقاط الخلاف والبناء على النقاط المتفق عليها فالتحديات تتعاظم في المنطقة".