ألقت مجلة "الايكونوميست" البريطانية الضوء على فرار مقاتلى الدولة الإسلامية "داعش " من أراضيه التى استولى عليها فى سورياوالعراق . وأضاف التقرير التى مجلة "الايكونوميست" البريطانية تحت عنوان "الدولة الإسلامية.. المقاتلون يفرون" بأنه على الرغم بأن شعار التنظيم "البقاء والتوسع"، إلا أنه حاليا غير قادر على القيام بذلك في المنطقة،. ويعتقد أن التنظيم خسر 20٪ من أراضيه في سوريا، و 40٪ في العراق. وأشارت المجلة في التقرير الذي نشرته إلى أن استعادة الرئيس السوري بشار الأسد لمدينة تدمر، يمنحه الفرصة للقول إنه "يقاتل الإرهابيين وليس المعارضة وفرصة أكبر للبقاء"، وهزيمة "داعش" تمكنه من تشديد قبضته. وفيما يلي نص التقرير.. بعد أقل من عام على ظهور تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا "بداعش" على الساحة يونيو 2014، وسيطرته على الموصل، واتجاهه نحو العاصمة العراقيةبغداد، حاليا يتعثر خطى التنظيم، حيث طرد في أوائل 2015 من كوباني بسوريا، وتكريت العراقية، إلا أن مقاتليه استولوا على الرمادي وتدمر بعد فرار القوات العراقية والسورية ورغم أن التوقعات بزوال داعش ليس بهذه السهولة، فأن معارضية في العراقوسوريا أصبحوا أكثر تفاؤلا، خاصة مع تصاعد الهجمات الروسية والغربية على التنظيم جوا، وقيام القوات الأرضية بإجبارهم على التقهقر من أراضيهم. ورغم أن شعار التنظيم "البقاء والتوسع"، إلا أنه حاليا غير قادر على القيام بذلك في المنطقة،. ويعتقد أن التنظيم خسر 20٪ من أراضيه في سوريا، و 40٪ في العراق. في الواقع، التنظيم لم يحرز أي انتصار كبير منذ سيطرته على تدمر مايو 2015، وقدم عناصره عرضا دمروا خلاله معابد وبعل شامين، وقوس النصر، وهي أفعال وصفتها الأممالمتحدة بأنها "جريمة حرب". ولكن بعد أسابيع من القتال الشرس، وبمساعدة الضربات الجوية الروسية، سيطر الجيش السوري على المدينة يوم 27 مارس، ولا تزال الأجزاء القديمة من المدينة سليمة إلى حد كبير، بما في ذلك المدرج حيث تم قطع رأس كبير علماء الآثار في المدينة العام الماضي. سيطرة بشار الأسد على تدمر يسمح للرئيس السوري المحاصر وحليفته روسيا، القول إنهم يقاتلون الإرهابيين وليس المعارضة النسبية. المدينة كانت محطة مهمة على خط إمداد التنظيم على طريق محافظة الانبار العراقية، الرئيس الأسد لديها حاليا منطقة عازلة كبيرة شرقي البلاد، ومن المرجح أن يشن المزيد من الغارات داعش في الرقة، عاصمته، ودير الزور. ورغم ترجع التنظيم باتجاه الشرق، نحو العراق، إلا أنه يخسر أيضا، حيث استعادت القوات العراقية مدينة الرمادي في ديسمبر الماضي، بدعم من الضربات الجوية الأمريكية. ومؤخرا سيطر المقاتلون اليزيديون والقبائل المحلية بالسيطرة على أجزاء في منطقة سنجار على الحدود مع سوريا، كما تم قطع الطريق الرئيسي بين الموصل والرقة. الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، لا تزال الجائزة الكبرى، فهناك تحالف قوي من البشمركة، والشيعة والميليشيات السنية، وجنود من الجيش العراقي بتطويق المدينة ببطء، وفي الداخل، يقال أن المقاومة تصاعد، ويقول مسئولون غربيون إن الهجوم الحكومي بدأ. أمريكا، التي تدرب الجيش العراقي تعتزم زيادة عدد قواتها الخاصة في العراق. وفي مارس الماضي قتل الحاج إيمان، الرجل الثاني في داعش، وأبو عمر الشيشاني، وقال أشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي :" إننا نقضي بشكل منهجي على قادة داعش"، وقدر تقرير الاستخبارات أميركي في فبراير الماضي أن عدد المقاتلين في العراقوسوريا انخفض بنسبة 20٪، وذلك بسبب القتل والفرار، ويعتقد أن 400 مقاتل من داعش قتلوا في معركة تدمر وحدها. فقدان الأراضي أثر أيضا على شؤونها المالية، حيث أصبح من الصعب على التنظيم تصدير النفط منذ فقدانه السيطرة على نقاط العبور الرئيسية على الحدود السورية الشمالية مع تركيا. لعدة أشهر استهدفت الضربات الجوية الغربية والروسية حقول النفط التابعة للتنظيم، وارتفعت حدة التوترات بين المقاتلين المحليين والأجانب الذين يتقاضون أموال كثيرة، كما يتم إعادة توجيه المقاتلين إلى ليبيا، موقع حرب أهلية أخرى، ومركزا التنظيم المزدهر. وسمح تراجع التنظيم للاكراد بإقامة دويلات في العراقوسوريا، وللأسد بتعزيز قبضته.. محادثات إنهاء الحرب السورية المستمرة منذ خمسة أعوام، والتي أسفرت عن مقتل ربع مليون شخص على الاقل، من المقرر أن تستأنف في وقت لاحق الشهر الجاري في جنيف، ولا يزال مستقبل الأسد نقطة شائكة. لكن وقف إطلاق النار بين نظام الأسد والثوار سمح لتوجيه المزيد من البنادق باتجاه داعش، التي استبعدت من الهدنة المزمعة شهر. ويرى البعض أنه رغم هزائم داعش في العراقسوريا، لكنه في الخارج يواصل شن الهجمات في محاولة يائسة للحفاظ على الشرعية. وقال جون كيري وزير الخارجية الأمريكي :" إن هجمات داعش في بلجيكا يوم 22 مارس، سببه أن التصور الخيالي للتنظيم للخلافة ينهار أمام أعينهم" هجوم بلجيكا يشير أيضا إلى أن سيطرة التنظيم على الأرض قد لا يكون ضروريا لزرع الإرهاب، فحتى لو هزم في عقر داره، يبدو قادر على الظهور في أي مكان آخر بالعالم.