كشف تحليل جديد أعده مركز أبحاث "أي إتش إس" أن تنظيم داعش خسر 14% من الأراضي التي سيطر عليها، حيث أجبرت الضربات الجوية ووالعمليات على الأرض التنظيم على الانسسحاب من المناطق التي كان يسيطر عليها، ولكنه في الوقت ذاته حصد العديد من الأراضي الأخرى.. - تقدم الأكراد في الشمال: وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الدولة الإٍسلامية خسرت واحدة من أكثر المناطق تميزا في الشمال السوري، حيث استعادت القوات الكردية مدعوبة بضربات التحالف الذي تقودة الولاياتالمتحدة عدة مناطق بالقرب من الحدود مع تركيا. ومع ذلك تستمر القبضة الحديدية للتنظيم على المدن الرئيسية كالرقة في سوريا والموصل في العراق، كما لايزال أيضا يسيطر على أجزاء من المناطق الواقعه على الحدود السورية التركية. وأشارت إلى أن السيطرة على الأراضي هو جزء أساسي من استراتيجية الدولة الإسلامية، لأنه يغذي خطابات دولة الخلافة التي تجذب المقاتلين الأجانب، كما أن الأرض هي أيضا مصدرا رئيسيا للدخل بسبب الضرائب والغرامات يفرضها التنظيم. وفي نوفمبر الماضي، استعادت القوات الكردية والإيزيدية السيطرة على مدينة سنجار، في العراق، وعلى بعض الطرق الاستراتيجية بين سورياوالعراق، وهو ما جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لمسلحي التنظيم للسفر بين البلدين، ولكن الجماع لاتزال تسيطر على بعض الطرق الأصغر في المدينة. - استراتيجية داعش: تحويل الخطوط الأمامية: من جانبه قال "كولومب ستراك" محلل بمركز أبحاث "اي إتش إس" "عندما يقعون تحت ضغط، لا يحاربون حتى النهاية، بل ينسحبون ويقومون بهجوم مضاد في منطقة أخرى". ومثالا على ذلك، ما حدث في مايو الماضي، عندما خسر التنظيم إحدى المناطق بين الحدود السورية التركية، فبدلا من البقاء والدفاع عن المنطقة، قاموا بهجمات مضاعفة على الخطوط الأمامية الأخرى. حيث استطاع التنظيم السيطرة على مدينة تدمر ذات الأهمية الاستراتيجية والتاريخية وسط سوريا، ومدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار وهي المنطقة التي يسيطر عليها سنة العراق، وقد كانت كلتا المدينتين في السابق تحتالسيطرة الكاملة لحكومة كل بلد. ولفت ستراك إلي أن "إذا انتقلنا إلى المدن السنية، نجد أنه من السهل جدا بالنسبة لداعش السيطرة على الأراضي والتوسع" مضيفا "من الصعب عليهم السيطرة على الأراضي الكردية، ففي المناطق السلحية يرحب السكان بهم أحيانا". الصحيفة الأمريكية أوضحت أن هناك استراتيجية أخرى يتبعها التنظيم، وهي جذب الانتباه عن الخطوط الأمامية عن طريق القيام بالتفجيرات وعمليات الاغتيال داخل أراضي العدو. - في العراق داعش يخسر مدينتين: في إبريل الماضي استطاعت القوات العراقية بالتعاون مع المليشيات الشيعية طرد تنظيم داعش من مدينة تكريت، والآن تحاصر القوات التنظيم في مدينة الرمادي. وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن المليشيات كانت مفيدة في وقف مسلحي داعش، إلا أنها سوف تصبح أكثر صعوبة بالنسبة لهم القتال بعيدا عن مناطقهم الأًلية وفي مناطق لا يحظوا بها بدعم شعبي من السكان المحليين. كما أن استخدام المليشيات الشيعية يثير التوترات الطائفية، حيث اتهمت المليشيات الشيعية في العراق بتدمير مئات المنازل السنية والشركات بعد سيطرتها على مدينة تكريت. وبعد أشهر من محاولة استعادة الرمادي، استطاعت القوات العراقية في أوائل شهر ديسمبر الحالي بمحاصرتها، ولكنها لم تدخل المدينة بعد حيث من المتوقع أن تستمر المعارك بالمدينة لعدة أشهر. - داعش لديها قبضة قوية على المدن الرئيسية: يقول المحللون أن أكبر التحديات الآن تكمن في اقتلاع التنظيم من الرقة، العاصمة الفعلية للتنظيم، ومن الموصل كبرى المدن العراقية الخاضعة لسيطرتها. وفي ذات السياق، قال "مايكل إي هانلون" المحلل بمعهد دراسات بروكينجظ "لا أرى أي احتمالات وشيكة بالقضاء على تنظيم داعش"، مضيفا "الموصل ستكون المشروع المحتمل في 2016 في حالة إعادة بناء الجيش العراقي".