أعتاد المصريين على خفة الظل حتى عندما يمرون بمواقف صعبة أو أزمات عصيبة أو ظروف حالكة وهكذا تستمر الحياة ويتناسون الألم ويتحول الشقاء الى سعادة والمحنة الى بسمة. فعندما أختطفت الطائرة المصرية أثناء رحلتها الداخلية المتجهة من الاسكندرية الى القاهرة، وهبطت في مطار لارنكا بقبرص اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وسادت السخرية من عملية الاختطاف وتلونت التعليقات بخفة الدم المصرية المعهودة فوجدنا من يقول أن المصريين بعد اختطافهم رفضوا العودة الى مصر وعندما سئلوا انتم مش كنتم رايحينالقاهرة ردوا قائلين بس ربنا أراد أننا نخرج برة مصر هنكفر بإرادة ربنا ويعلق أخر قائلا عندما سئل مختطف الطائرة كيف استطعت ان تسيطر على ركاب الطائرة وتخضعهم لإرادتك رد قائلاً أناقولتلهم لو ما سكتوشوهديتواهرجعكم مصر تاني بينما يتحصر أخر قائلاً عملوها الوحوش يا ريتني كنت معاهم كنت زماني أخدت صورة سيلفي مع المختطف ولم يخلو الأمر من استغلال شركات السياحة للفرصة السانحة فنشرت تعليق أحجز معنا رحلة للغردقة يوم الخميس ممكن تتخطف وتروح قبرص بمائة وثمانين جنيه فقط وضاق الحال بالمصريين للدرجة التي جعلت أحد المواطنين المصريين في مطار القاهرة يسأل الأمن هيا الطيارات اللي بتتخطف فين ولعل أفضل التعليقات تعليق عادل أمام في مسرحية شاهد ما شافش حاجة وهو بيقول للقاضي يا بيه لو كل واحد مراته زعلته خطف طيارة البلد كلها هتبات في أوربا. الحقيقة أن روح الدعابة والفكاهة والسخرية هي الروح الغالبة على الشعب المصري فالمواطن المصري إن لم يجد ما يسخر منه سخر من نفسه وأوضاعهلتتحول مآسيه المبكية الى نوادر مضحكة. لكن واقع الأمر ان ما حدث هو من المضكات المبكيات فاختطاف الطائرة المصرية من زاوية أخرى يشير الى فشل المنظومة الأمنية مما سيكون له بلا شك انعكاسات سلبية على السياحة المصرية، كما أنه أوضح بشكل جلي فشل المنظومة الإعلامية وهو ما لوحظ بشكل كبير من خلال تضارب الأقوال حول تفاصيل اختطاف الطائرة في وسائل الإعلام المصرية. واضح ان الفشل اصبح حليفا لكثير من مؤسساتنا للدرجة التي جعلت الكثير من المصريين ينادون بتفعيل خدمة أخطفني شكراً.