قال الكاتب والروائي بلال فضل إن مظاهرات 30 يونيو كانت فرصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لولا عناد وغباء جماعة "الإخوان المسلمين" وطمع الرئيس عبد الفتاح السيسي في السلطة. وكتب فضل في تدوينة مطولة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "تدوينه عن موقفي من 30 يونيو و3 يوليو والطنيطر وأشياء أخرى بضم الألف: للأسف أو لحسن الحظ أنا متوقف عن الكتابة المنتظمة بدءا من أول مارس، لانشغالي بإنجاز كتابة أول رواية لي، يا مسهل يا رب، كان الحقيقة المفروض أخلصها من وقت طويل، لكن خلاص آن الأوان بإذن الله." وأضاف :"البعض لامني لأني لم أعلن ذلك حين توقفت عن الكتابة، وبالفعل عندهم حق، المشكلة إني كنت أول الشهر مشغول بتصوير حلقات برنامج (عصير الكتب)، الحمد لله صورنا حلقات كويسة جدا من وجهة نظرنا، يا رب تعجبكم، عملنا تعديلات في الإضاءة وبإذن الله في الموسم الثاني هنطور الشكل والمضمون أكثر، وهنعمل فقرات جديدة أعتقد إنها هتكون مهمة". وتابع :"من كام يوم موقع بوابة يناير أعاد نشر مقال لي بعنوان (السيسي الراعي الرسمي لداعش في مصر) وانتشر بكثافة بالغة بحمد الله، وبعدها أعاد أكثر من صديق نشر مقال لي عن "الإستراتيجي" مصطفى حجازي عنوانه (لم يصبه الدور)، انبسطت إن المقالين لسه عايشين لكن استغربت إن في كذا رسالة جت لي على المقالين، بيسألوني عن سر كتابتي ليهم في الوقت ده بالذات، وطبعا زي ما تعودت بتيجي لي عقب أي مقالات رسائل من أنصار وهم الشرعية المهذب منها بيقول كلام من نوعية "لسه فايق دلوقتي يا إنقلابي؟"، ورسايل من أنصار الوهم السيساوي بتجدد الاتهامات ليا بإني طابور خامس ومن الخلايا الإخوانية النايمة وما إلى ذلك من هراء، والمضحك المبكي للي بيتابع إن التعليقات دي كانت بتتنشر ورا بعض في المواقع اللي بتنشر مقالاتي من غير ما حد يتوقف للتناقض الموجود في الاتهامات، لكن بحمد الله انتشار المقالات وحرص الكثيرين على قراءتها بيبقى هو الأهم بالنسبة لي، وأنا ممتن للغاية لكل من اهتم بمشاركة مقالاتي أو نشرها طيلة العامين الماضيين اللي لم أجد فيهم سوى الانترنت منفذا لي للنشر". وواصل فضل: "حبيت بس أوضح إن مقال الراعي الرسمي لداعش في مصر اللي نشرته بوابة يناير مشكورة، هو منقول عن موقع هنا صوتك وسبق نشره بتاريخ 16 سبتمبر 2014، ومقال (لم يصبه الدور) منشور أصلا في بوابة الشروق بتاريخ 19 أغسطس 2013، أيوه زي ما قريتها كده 2013، طبعا حاجة حزينة إنك تلاقي مقال يفضل صالح للنشر من غير أي تعديل، ويشعر القارئ إنه مكتوب للتو واللحظة، ويمكن انتشار المقالين هيشجعني إني أعيد نشر مقالات سبق كتابتها، ولم يلتفت إليها البعض وسط زحام الأحداث، ودي من مشاكل الكتابة اليومية، إن ساعات كتير بتجلي منك مقالات وما بتوصلش للناس زي ما كنت متوقع." وأوضح :"أنا طبعا ممتن لأي حد مغروز في خرارة الواقع وشايف البلد بتولع حواليه، ومع ذلك مهتم إنه يفكر في العبد لله بالخير أو بالشر، باحاول أرد طبعا على الرسايل بانتظام، لكن عشان ما أضطرش للتكرار، جت لي رسايل كتير بتسألني على تغريدات بتعبر عن موقفي المؤيد لثلاثين يونيو و3 يوليو ما بافهمش اللي بيفصلوا الاتنين عن بعض لكن باحترم موقفهم طبعا التغريدات أعاد نشرها بعض أنصار وهم الشرعية بكثافة الفترة الماضية، بعض التغريدات دي موجود لسه على حسابي على تويتر، وبعضها كنت مسحته خجلا من صياغتها الركيكة والهايفة والنابعة من الحماس المفرط في التعامل مع تطورات الواقع دون أخذ الوقت الكافي لتأمله، ويمكن من عيوب تويتر في حكاية ال 140 حرف إنك مش دايما بتوفق في صياغة موقفك، ويمكن عشان كده أي حد بيسألني عن موقفي من 30 يونيو و3 يوليو بأحيله إلى عدة مقالات ليا ساعدتني المساحة إني أصيغ موقفي فيها بشكل أفضل، من بينها مقال (رسالة إلى إخوانجي)، ومقال (في مديح الإقصاء الشعبي)، ومقال (حافظوا على الجيش المصري)، وأهمها بالنسبة لي مقال بعنوان (ليته كان انقلابا) نشرته في صحيفة القدس العربي في سبتمبر 2014، ممكن تتفق معاهم أو تختلف لكن في النهاية ده رأيي ولا ألزم به أحدا". واستدرك فضل قائلاً: "الحقيقة أنا ما فهمتش إيه اللي يخلي حد من أنصار وهم الشرعية يبقى مشغول باللي كتبته أصلا وإنه يعمل له سكرين شوت ويفكر الناس بيه، خصوصا إني ما باكتبش الفترة دي، لكن لفت انتباهي بعض الأصدقاء إلى إنه كان في مؤخرا حملات الكترونية بتفكر الإخوان بمواقف قياداتهم من السيسي اللي بيعيط وهو بيصلي الضهر ووزير الدفاع بنكهة ولا مؤاخذة الثورة، عشان كده بعض الإخوانجية بيتصور إن الرد المثالي هو إنه يجيب مواقف قديمة للمعارضين للإخوان من باب (لا تعايرني ولا تعايرك)، مع إن في فرق كبير هو إن أنا مش تنظيم "رباني" بيدعي أستاذية العالم ولا إنه مطلع على بواطن الأمور ولا إنه وصل للسلطة وهيقعد فيها 8 سنوات وهيجيب بعدها أبو اسماعيل 8 سنوات، أنا كاتب رأي مستقل لا يعبر إلا عن نفسه، وعمري ما ادعيت إني متحدث باسم الثورة، وأنا من كارهي السير في أي قطيع، حتى لو كان قطيع ثوري، ودايما كنت باعبر عن رأيي كما أراه، حتى لو أغضب من يشتركون معي في تأييد الثورة." وأضاف :"على أي حال، هذا النوع من التنابز بالمواقف اللي بيلجأ ليه الكل مش هيعفي الجميع من أهمية النقد الذاتي وتأمل المواقف وتطويرها، بعيدا عن الجعجعة والحنجوري والزياط، لإن يمكن من حسنات الفترة العصيبة اللي فاتت إنها قللت من أهمية الجعجعة والزياط الثوري، لإنك ممكن تزايد على الكل وتشتم الكل وتاخد مواقف تبين إنك أثور ثائر في الدنيا، ثم تلف الأيام وتلاقي نفسك بقيت ابراهيم عيسى ولا عبد الحليم قنديل اللي كانوا أجدع وأشجع بكتير، عشان كده الزياط خلاص فقد بهجته وانتشاره إلا عند الحمقى أو محدثي الثورة، والمستقبل كان وسيظل للعقل". وأكد فضل :"نعم أيدت 30 يونيو و3 يوليو وكنت شايف فيها فرصة لإعادة الجميع إلى حدود 11 فبراير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وظني إن ده كان ممكن يحصل لولا عناد وغباء جماعة الإخوان وطمع السيسي في تحقيق أحلام الأوميجا، نعم، عارضت ولا زلت أعارض جماعة الإخوان لكن لم تأخذني العزة بالإثم، ولم أستبح دماء الإخوان ولو بسطر، لم أوافق أبدا على أي موقف يؤدي لتفتيت وحدة الجيش المصري، أو إدخال البلاد في نفق مظلم بخطوات غير محسوبة، لكني في نفس الوقت لم أؤيد أبدا الحكم العسكري من ساعة ما مضيت يوم 12 يوليو 2013 على بيان استكمال الثورة، هاعيد نشره في بوست آخر، والحقيقة دفعت ثمن توقيعي على البيان ده غاليا، وأغلى ما فيه كان خسارة أصدقاء قدامى ورفاق درب، وطبعا توالت الأثمان منذ تلك اللحظة، وخصوصا بعد مقالاتي التي أعقبت مذبحة رابعة من أول مقال (قبل حظر الأسئلة)، ولو إن الحمد لله حظي كان أحسن من حظ كثيرين، لكن على أي حال حافظت على معارضتي لجماعة الإخوان وللحكم العسكري في نفس الوقت مؤمنا بإن مصر تحتاج طريق آخر مش هيصنعه غير شباب ثوري عاقل وواعي ومالوش في سكة الزياط والجعجعة واستسهال التخوين اللي طفشت ناس كتير وادت انطباعات خاطئة عن الثورة والثوار." وتابع :"في عز مناخ الخوف والصمت اللي كان سائد في الصحافة في صيف 2013 كتبت في صحيفة الشروق ضد التفويض وضد مذبحتي المنصة ورابعة، وحتى اللي حصل قبل كده عند الحرس الجمهوري واللي كانت المسائل فيه ملتبسة، ما أيدتوش بل وطالبت فيه بلجنة تحقيق، وقبل فض اعتصام رابعة بفترة كتبت مقال بعنوان (كلنا سماح أنور) بارفض فيه أصلا فض الاعتصام، وكل المواقف دي تعرضت بسببها للتخوين واتقدمت في بلاغات في النيابة العامة والنيابة العسكرية واتمنع مسلسلي من العرض بأوامر لتأديبي وتم الغاء كل مشاريعي وده يطول شرحه وهابقى أحكيه يوما ما، ويمكن لولا إني سافرت بره مصر مع أول فرصة عمل جت لي، كان حصل في الأمور أمور. بالمناسبة أرشيف مقالاتي في الشروق وبعدها في المدن والتقرير والعربي الجديد وهنا صوتك ومدى مصر موجود لمن أراد، وهو أرشيف يشرفني ويسعدني مع إنه لا يخلو من عبل وأحيانا من هبل زي ما كتبت قبل كده، كنت هاكون سعيد جدا لو طلع إن مواقفي خاطئة ومتسرعة، وإن الحكم العسكري هو اللي بيحمل الخير لمصر، كنت هاكون سعيد جدا لو طلعت الكفتة بتعالج المرضى، كنت هاكون سعيد لو طلع أصدقائي اللي خونوني وشتموني وشوهوا سمعتي على حق، وأنا الغلطان، لكن للأسف الأيام بتثبت فشل وتهافت وخواء مشروع الجنرال المخلص طبيب الفلاسفة وإفلاس دولة بالأمر المباشر ولواءاتها الشائخين، وللأسف التمن هيدفعه الكل، المعارضين والمؤيدين والصامتين والموالسين والزياطين والكل كليلة." واختتم فضل:"معلهش طولت عليكم عشان بقى لي كتير مش باكتب، تلات وده بالنسبة لي وقت طويل جدا، لكن حسيت إن من حق الناس اللي بتبعت لي رسائل تسألني إني أرد، ورديت في البوست ده منعا للتكرار، عشان بعد كده كوبي وبيست على طول ،ادعوا لي إن الرواية تطلع حلوة، وبإذن الله بعد رمضان هاستأنف الكتابة المنتظمةمع خالص التحية والتقدير". شاهد الصور..