من يومين كده اشتريت خط موبايل جديد . . و بمجرد ما حطيت الشريحة في التليفون لقيت ك. . . مية كبيرة من الرسائل القصيرة بتوصل ورا بعضها . . رسايل كتير قوي . . استغربت من مين تكون كل الرسايل دي إذا كانت الشريحة لسه جديدة و مدتش رقمي لحد !! . . لاحظت إن الرسايل جايه كلها من رقم معين وبتواريخ متقاربة و مضمونها واحد : و هو إن فيه واحده بتترجى (مصطفى ميكونش زعلان منها) و (إنه يرجع لها) و (إنه يرد عالموبيل ويبطل تطنيش) . . استنتجت إن الخط ده كان بتاع واحد اسمه (مصطفى) و إن اللي بتبعت الرسايل دي ربما تكون خطيبته اللي سابها أو أمه اللي طفشان منها وإنها – الرسايل يعني – وصلت دفعة واحدة أول ما الخط اتفعّل من تاني . . و عموماً – صاحبنا لسه بيحكي - قلت أعمل ديليت للرسايل دي كلها لأنها شاغلة مساحة عالفاضي وطبعاً ملهاش أي فايدة بالنسبة لي . . لكن و أنا بعمل ديليت لقيت نمرة بتتصل . . هي نفس النمرة اللي باعته الرسايل . . قلت أرد عشان أوضح حقيقة الالتباس وأنهي الموضوع . . رديت . . و بمجرد ما قلت (آلو) لقيت واحده ست بتصرخ صراخ هستيري كأنها ما صدقت إنه فيه حد رد : (يا مصصطفففى تعاااالى بقى) . . . ( يا مصصصطططففي واحشني قوي) . . اتخضيت من الموقف وقلبي اتقبض . . حاولت أفهّم الست إني مش (مصطفى) اللي عايزاه وإني لسه شاري الرقم ده ولكن صوتي وكلامي ضاع وسط توسلاتها وإصرارها إني "مصطفى" . . قفلت السكة بعد ما عجزت إني أتفاهم معاها . . وبطلت أرد عالنمرة دي تماماً لأني في كل مرة برد كان نفس الموال بيتكرر . . و لما زادت الاتصالات والرسايل قررت أغير الشريحه . . و قبل ما أشيل الشريحة من التليفون بثواني – وكالمتوقع - لقيت نفس النمرة بتتصل بنفس الإصرار . . كان ممكن أشيل الشريحة واخلص و يبقى الموضوع اتقفل . . فضلت أبص على الرقم لفترة و قررت إني أرد . . قلت هرد على الست دي لآخر مرة ، آخر مرة بس ، و في المرة دي قلت هبذل مجهود أكبر عشان أحاول أفهمها إن الرقم ده خلاص مبقاش بتاع مصطفى اللي بتدور عليه . . كنت عايز أعمل كده عشان أريح أعصابها وعشان اللي هيشتري الرقم ده من بعدي ميقعش في نفس المشكله الغريبة دي . . رديت . . وكنت متوقع سيل من الصراخ والعويل كالعادة . . ولكن المرة دي سمعت صوت تاني . . صوت بنت عمرها في حدود 15 أو 16 سنه . . قالت لي الكلام ده بالحرف : " انا بعتذر لحضرتك بالنيابة عن أمي . . الرقم اللي معاك ده كان بتاع اخويا (مصطفى فتحي محمود) . . استشهد في أحداث 28 يناير . . و ماما بقالها 10 شهور مش مستوعبة إنه مات وبتتصل على موبايله يمكن يرد . . وجت فيك انت . . احنا آسفين . . " . . وقفلت السكة واتأكدت ان فى ناس بتموت كل يوم عشان عيالهم اللى ماتوا عشان خاطر مصر