أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إن حزب النهضة الإسلامي جنب تونس الوقوع في تكرار السيناريو المصري لافتًا إلى أهمية الاعتراف بالحزب الإسلامي ووجود على الساحة السياسية باستهداف أن تعيش تونس عصر الديمقراطية. وقال السبسى في حوار له أجرته معه جريدة واشنطن بوست نشر عشية عيد الاستقلال الذي يوافق الأحد 20 مارس، لأننا نهدف لبلد ديمقراطي.. الحزب الذي قمت بتأسيسه (نداء تونس) جاء في المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية بحصوله على 86 مقعدًا، وحزب النهضة في المرتبة الثانية بحصوله على 69 مقعدًا، وهذه حقائق، وإذا كنت ديمقراطيًا، لا تستطيع أن تقول إنهم غير موجدين على الساحة، لذلك أخذنا هذه الحقيقة بعين الاعتبار، والآن لدينا دولة مستقرة، أفضل بكثير من بلدان أخرى، وتعاون النهضة معنا، جنبنا مخاطر تكرار السيناريو المصري". وتوقع السبسي أنه حال عدم الاعتراف بحزب النهضة كان يمكن أن يكون هناك انشقاقات سياسية كبيرة، وانقسام اجتماعي، وانقلاب مشيدًا بما حققته تونس خلال السنوات ال5 الماضية، من إنجازات في مواجهة التحديات التي عصفت بالبلاد والمنطقة منذ بداية الربيع العربي في 2011 . وفيما يلي مقتطفات من الحوار.. هل تونس اليوم، هى التي كان يريدها الشعب عندما خرج للشوارع قبل 5 سنوات؟ بالتأكيد، الشعب التونسي قام الثورة من أجل الحرية والكرامة، وليس هناك حرية بدون تقدم اجتماعى على المستوى الفردي، والكرامة تعنى أن تونس التى عاشت لأكثر من 23 عاما فى ظل نظام استبدادى -أنا لا أحب كلمة الديكتاتورية- حرمت من الحرية والكرامة. ماذا تعنى الكرامة فى قاموس الربيع التونسي؟ الكرامة تعنى أن كل شخص لديه وظيفة، والحد من الفقر، والانتعاش الاقتصادى فى المحافظات المهمشة، وعندما يشعر المواطن أن لديه دورا كاملا فى إدارة شئون بلادهم. أنت أول رئيس منتخب بشكل حر فى بلدك.. ماذا يعنى هذا لك؟ أنا فخور، فهذا الانتخاب تتويج لمسيرة طويلة جدا، وفى ذكرى عيد الاستقلال ال60 أهنئ شعبي. غالبية الذين صوتوا لصالحك كانوا من النساء.. برأيك لماذا؟ لأن تونس البلد العربى والإسلامى الوحيد الذى حرر النساء، ففى كل الدول العربية والإسلامية النساء مواطنات من الدرجة الثانية إلا فى تونس، وهذا هو الحال منذ أيام الاستقلال، واليوم النساء فى تونس لديهن نفس حقوق وواجبات الرجال. ولأننا نهدف لبلد ديمقراطي.. الحزب الذي قمت بتأسيسه (نداء تونس) جاء فى المرتبة الأولى فى الانتخابات البرلمانية بحصوله على 86 مقعدا، وحزب النهضة فى المرتبة الثانية بحصوله على 69 مقعدا، وهذه حقائق، وإذا كنت ديمقراطيًا، لا تستطيع أن تقول إنهم غير موجدين على الساحة، لذلك أخذنا هذه الحقيقة بعين الاعتبار، والآن لدينا دولة مستقرة، أفضل بكثير من بلدان أخرى، وتعاون النهضة معنا، جنبنا مخاطر تكرار السيناريو المصري. الذى كان يمكن أن يكون؟ الذى كان يمكن أن يكون انشقاقات سياسية كبيرة، وانقسام اجتماعي، وانقلاب.
نشرت مقالا فى صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان: "مساعدة تونس تحقق الوعد الديمقراطي" هل قدمت أمريكا وأوروبا مساعدات كافية؟ نعم، هناك دعم، ولكنه ليس كافيا، وخلال زيارة رسمية للولايات المتحدةالأمريكية، قلت ما ينبغي أن يقال، ولكن كل دولة لديها مشاكلها الخاصة. تونس لا يمكن أن تعيش على التسول، وإذا كان لدينا أصدقاء حريصون على مساعدتنا، فنحن سوف نكون سعداء، نحن لا نستطيع أن نجبرهم على مساعدتنا. عندما تقول إن المساعدات غير كافية، ما الذي تحتاجه بلدك؟ نحن نحتاج إلى كل شيء، لكنى أقول إننا بحاجة لشيئين هامين، هما المساعدات العسكرية، والاقتصادية. هل قصة نجاح تونس في خطر؟ قصة النجاح دائما في خطر ما لم يتم حمايتها، وضمان الاستمرار، الديمقراطية تحتاج إلى ممارسة، ووقت، وينبغي أن يكون هناك تقدم اقتصادي، تونس لديها العديد من نقاط الضعف الاقتصادية، وإذا لم نستطع خلق فرص عمل كافية، فأن التجربة ستكون مهددة. بجانب، إذا لم نتمكن من استعادة الأمن، وخاصة على حدودنا، بطبيعة الحال، سوف تتعرض التجربة للخطر. تعرضت تونس لهجمات إرهابية كثيرة، من بينها الحرس الرئاسي، ومؤخرًا تعرضت المنطقة الحدودية مع ليبيا لهجمات؟ تونس في حربها ضد الإرهاب تحمى أوروبا، مكافحة الإرهاب جهد عالمي يجب أن تكون لنا إستراتيجية مشتركة لمحاربته، ولكن على المستوى العملي، ووضع إستراتيجية مشتركة، غير متوفر، تونس عمليا تدافع عن أراضيها وحدها. في هذه المرحلة أيهما أهم، الحرية أم الأمن؟ لا حرية بدون أمن نحن بحاجة إلى الأمن لحماية الحرية، وبدون أمن تنتشر الفوضى. تونس تجنبت السيناريو المصري، والسوري، واليمني، والليبي، وفى نفس الوقت ينضم الآلاف لداعش.. لماذا؟ لأننا نواجه معدل بطالة مرتفع جدا، ولدينا 11 مليون مواطن، ونعجز عن توفير فرص عمل للجميع، فنحن لدينا 618 ألف عاطل عن العمل، من بينهم، 240 ألف من خريجي الجامعات، لذلك هؤلاء هدف سهل، ويمكن التلاعب بها من قبل الإسلاميين والمتطرفين. في الواقع، هناك منظمات متخصصة فى تجنيد هؤلاء الشباب اليائس، ويجب أن نقدم فرص عمل للعاطلين، ولذلك قلت إن نجاح الديمقراطية متصل بالتنمية الاقتصادية. بعض الذين انضموا للدولة الإسلامية أو القاعدة قد يرغبون فى العودة لتونس.. كيف سيتم التعامل معهم؟ ولو عادوا هل سيتم سجنهم فورًا؟ لا، لأن لدينا قوانين تحفظ حقوق كل فرد وحريته، أننا لم نعد فى ظل النظام السابق، ولا يمكننا حبس أى شخص دون محاكمة. فمن يعود سوف يكون تحت المراقبة، وإذا لم يلتزم بالقانون، يتحمل المسئولية، فنحن ليس لدينا أموال لتطوير اقتصادنا، لذلك لن نخصص مواردنا لبناء السجون.