قبل نحو 50 عاما و فى مثل هذا اليوم (18 من مارس عام 1965) أعلنت وفاة الملك فاروق الأول في العاصمة الإيطالية روما في أحد مطاعمها الشهيرة وجاءت الرواية حينها على النحو التالي: في الواحدة والنصف صباحا من ليلة 18 من مارس سنة 1965 توفى الملك فاروق الأول بعد أن تناول وجبة عشاء دسمة في «مطعم ايل دي فرانس» الشهير بروما. وروى أنه في تلك الليلة أكل وجبة ضخمة مكونة من دستة من المحار وكمية من الجمبرى وشريحتين من لحم العجل مع بطاطس محمرة وكمية كبيرة من الكعك المحشو بالمربي والفاكهة. وشعر الملك فاروق الأول بعد تناول طعامه بضيق في التنفس واحمرار في الوجه ووضع يده في حلقه، وحملته سيارة الإسعاف إلى المستشفى وقرر الأطباء الإيطاليون أن رجلًا بدينًا مثله يعاني ارتفاع ضغط الدم وضيق الشرايين لابد أن يقتله الطعام، "الجزيرة مباشر". وقيل إنه اغتيل بسم الأكوانتين المدسوس فى كوب عصير الجوافة على يد إبراهيم البغدادي، والذي كان يعمل جرسونًا في المطعم نفسه. وإن نفى البغدادى هذه الرواية، كما رفضت أسرة الملك تشريح جثته مؤكدة أنه مات من التخمة. كانت وصيه الملك أن يدفن في مسجد الرفاعى إلى جوار أبيه وجده، إلا أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رفض هذا الطلب آنذاك، ما دعا الملك فيصل للتوسط بأن يدفن الملك فاروق في مصر، فوافق عبد الناصر ولكنه اشترط ألا يدفن فى مسجد الرفاعي. وفى الليل، تم دفن جثمانه فى أحد مقابر الأسرة في تكتم شديد، وبعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سمح الرئيس محمد أنور السادات بدفنه في مسجد الرفاعي تنفيذا لوصيته، حيث تم نقل رفاته ليلًا تحت الحراسة الأمنية إلى المقبرة الملكية بالمسجد في القاهرة، ودفن بجانب أبيه الملك فؤاد وجده الخديوي إسماعيل .
لمحة من حياة الملك فاروق الأول
ولد في القاهرة في 11 من فبراير1920، والدته الملكة نازلي، وهو الإبن الأصغر والولد الوحيد للملك أحمد فؤاد الأول، وله خمس شقيقات. وقد أصبح وليًا للعهد وهو صغير السن، واختار الملك فؤاد الأول لولي عهده لقب أمير الصعيد، فاروق بن الملك أحمد فؤاد الأول بن الخديوي إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي باشا. واعتلى فاروق الأول في 29 من يوليو 1937 عرش مصر دستوريًا وذلك إثر بلوغه سن الثامنة عشرة بالتقويم الهجري. في صباح يوم 26 من يوليو 1952 وبعد ثلاثة أيام فقط من ثورة 1952 غادر الملك فاروق مصر على اليخت المحروسة وكان في وداعه اللواء محمد نجيب وأعضاء مجلس قيادة الثورة إلى أوربا، حيث أقام فاروق في روما عاصمة إيطاليا، ويزور منها أحيانًا سويسرا وفرنسا.