نقلت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، عن وثائق سرية جرى الإفراج عنها مؤخراً من قبل الإدارة الأمريكية، أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي قتل بغارة أمريكية في باكستان، عقد صفقة تعاون مع إيران رغم أن كليهما يتبنى فكراً مخالفاً للآخر. وتقول الصحيفة: إن "أسامة بن لادن يمثل التطرف السني من الإسلام، وإيران تمثل التطرف الشيعي"، وفق وصفها. وبحسب الواشنطن تايمز، فإن بن لادن اعتمد على إيران لتزويد مقاتليه بالمال مقابل أن لا يقوم التنظيم بأي أعمال مسلحة داخل إيران. الوثائق التي تم الإفراج عنها من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ هي عبارة عن رسائل كانت موجودة في مخبأ بن لادن في آبوت آباد بباكستان، حيث قتل هناك في مايو/ أيار عام 2011، وتمت مصادرة رزمة من الوثائق. وكان معروفاً بأن إيران سمحت لمقاتلي تنظيم القاعدة من السفر عبر أراضيها من المناطق القبلية في باكستان إلى العراق، حيث تم تأسيس أول مجموعة مقاتلة تابعة للتنظيم في العراق عقب الاحتلال الأمريكي عام 2003. كما وفرت إيران ملاذاً آمناً لعدد من قادة التنظيم وأفراد من أسرة بن لادن، مبينة أن كراهية أمريكا ربما تشكل السبب وراء تحالف الأضداد بين القاعدة وإيران. وبحسب الصحيفة، فإن إيران ومن خلال أذرعها المنتشرة في المنطقة ومنها حزب الله، لعبت دوراً كبيراً في تكبيد الأمريكيين خسائر بشرية، كما أنها قامت بتدريب مليشيات عراقية لقتل العسكريين الأمريكيين في العراق، وبالوقت نفسه كانت حليفة لتنظيم القاعدة في العراق الذي كان يستهدف القوات الأمريكية. ووفقاً للوثائق التي عثر عليها في مخبأ بن لادن، فإن الأخير قرّع أحد أتباعه ويدعى كريم، لأنه كان ينوي شن هجمات داخل إيران، مشدداً على أن "هذا العمل كان ينبغي أن تتشاور معنا به لأن المسألة خطيرة، وتؤثر على المصلحة العامة"، وفقاً لما جاء في رسالة بن لادن. وتشير الرسالة ذاتها إلى أن إيران تعتبر الشريان الرئيسي للأموال والمقاتلين وأيضاً الاتصالات وكذلك الرهائن، بحسب رسالة بن لادن إلى أحد رجالاته. وأضاف بن لادن في رسالته أن "إيران في هذه المرحلة من أكثر المناطق الآمنة بالنسبة لنا ولا سيما فيما يتعلق بالأخوة القادمين من إيران". ووفقاً لمسئول في المخابرات الأمريكية تحدث للصحيفة، فإن كريم على ما يبدو هو أبو أيوب المصري الذي قاد تنظيم القاعدة في العراق عام 2007 وقتل بغارة أمريكية في أبريل/ نيسان من عام 2010، وتولى بعده أبو بكر البغدادي قيادة التنظيم الذي أصبح يعرف فيما بعد بتنظيم "الدولة". وترى الصحيفة أن هذه الوثائق تؤكد أن إيران كانت القناة اللوجستية التي تمول تنظيم القاعدة، وربما أيضاً حتى في مناطق القبائل بباكستان، وإلا لماذا لم يفكر بن لادن بمهاجمة إيران؟ مبينة أن الوثائق تشير إلى أن تدفق المقاتلين لصالح القاعدة عبر إيران ربما استمر لسنوات.