بعد فترة توتر تخللها هدوء حذر، لاسيما عقب إلغاء المحكمة القضاء الإداري حكمًا باعتبار حماس كيانًا إرهابيًا، جاءت اتهامات وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار لحركة "حماس" بالتورط في عملية اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات لتعيد التوتر مجددًا إلى العلاقات بين مصر والحركة. وكانت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، قضت في فبراير 2015 باعتبار حركة حماس "منظمة إرهابية"، الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا على الصعيد العربي والدولي، رآه مراقبون خطوة تصعيدية من الحكومة المصرية، لأول مرة في تاريخ العلاقات المصرية مع حماس، وفيما وصفت الحركة القرار "تصعيدًا خطيرًا" و"عارًا كبيرًا يلوث سمعة مصر". وخلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الداخلية اليوم، قال وزير الداخلية إن هناك عناصر إرهابية إخوانية هاربة في تركيا ومعاونيها في غزة خططت لعملية اغتيال المستشار هشام بركات. واتهم الإخواني الهارب إلى تركيا يحيى موسى بأنه المخطط الرئيسي للعملية، من خلال استخدام عبوة متفجرة وزنها 80 كيلو جرامًا، بمعاونة مجموعة من حركة "حماس"، التي تسللت للبلاد، وفق قوله. فيما نفت "حماس" الاتهامات التي وجهت لها، بتورطها في اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات. وتأتي الاتهامات بعد أيام من تصريحات القيادي في "حماس" أسامة حمدان، التي كشف فيها وجود علاقات واتصالات مباشرة مع النظام المصري، مؤكدًا أنها تشهد تطورًا إيجابيًا. ورأى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط في تعليق سابق ل "المصريون"، أن "حركة حماس تحاول أن تبعث بتطمينات وضمانات لمصر على اعتبار أن هناك مصلحة مشتركة بين مصر والحركة في تحسين الأجواء". وقال فهمي، إن "القيادي في الحركة، صادق في كلامه الذي تحدث فيها عن وجود اتصالات مع مصر"، موضحًا أن "هناك اتصالات مباشرة مع المخابرات العامة"، مشددًا على أن "الاتصالات بين القاهرة وحماس لم تنقطع، وأن لغة جديدة تتشكل ما بين الجانبين". فيما لم يستبعد الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسة بالجامعة الأمريكية، تورط "حماس" في اغتيال النائب العام، قائلاً إن ذلك يتوقف على ما تملكه وزارة الداخلية من أدلة. ورأى أن "تأثر العلاقات المصرية مع حركة حماس سيعود للأدلة التي تملكها وزارة الداخلية، التي تثبت تورط حماس، إضافة إلى مراكز هذه العناصر في الحركة وهل قيادية أم غير قيادية". وأوضح، أنه "لو تم إثبات تورط قيادات الحركة في اغتيال هشام بركات، فإن العلاقات المصرية مع حماس ستتأثر بالطبع، وستعود لنقطة الصفر"، مضيفًا: "أما لو كان المتورطون غير قياديين فإن حماس بمقدورها تغيير حالة التوتر". وقال السيد، إن "تصريح وزير الداخلية يسير في مسار معاكس لتصريحات القيادي في حركة حماس والتي تحدث عن تطور العلاقات بين مصر وحماس، مستبعدًا في الوقت ذاته وجود رابط بين تصريحات وزير الداخلية اليوم وتأكيدات القيادي في حماس". وأضاف: "لا يوجد رابط بين الاثنين حيث إنه لا يمكن أن تكون تصريحاته جاءت ردًا على أقوال حماس، وذلك لأن التحقيقات فى اغتيال النائب العام مستمرة منذ مقتله. يذكر أن موكب النائب العام السابق هشام بركات تعرض في 29 يونيو الماضي، لانفجار دمر المركبة التي كان يستقلها مما أسفر عن مقتله.