يبدو أن آثار بناء سد النهضة الإثيوبي، بدأت تلوح في الأفق، وتأثرت زراعات مختلفة في محافظة كفرالشيخ من نقص المياه بها، ما تسبب في بوار عشرات الأفدنة وتهديد ما يقرب من 500 ألف فدان في المحافظة بالبوار، حسبما أكد الفلاحون. وانحصرت مياه الري في عدة مراكز في محافظة كفرالشيخ، ما أدى لتأثر المراكز الأخرى بصورة كبيرة، وتسبب ذلك في موت زراعات عديدة منها القمح والبنجر والذرة والبرسيم والبصل المزروعة بآلاف الأفدنة بنطاق القرى والمراكز، وهدد الفلاحون بالتظاهر على الطرق السريعة وأمام ديوان المحافظة لإنقاذ أراضيهم من العطش. "لملوم علي" أحد أبناء مركز الرياض أكد معاناة الفلاحين من نقص مياه الري بسبب عدم وجود عدالة في التوزيع، ما أدى لتعرض الأراضي البعيدة، خاصة في القرى والعزب للبوار، ويقوم الأهالي بزراعتها أكثر من مرة وفي النهاية لا تحقق إنتاجا جيدا، مشيرا إلى أن قرى 74،73.72،56،54 والمعروفة بقرى "معزوز" هي أكثر القرى تضررا بسبب نقص المياه وعدم وجودها في بعض الأماكن. ويضيف حامد القصاص أحد مواطني قرى "معزور": "والله العظيم لا ننام الليل بسبب هذه المشكلة والكل مستيقظ فربما تأتي المياه فجرا أو في منتصف الليل حتى يفلح من يفلح في تشريب أرضه ولا أقول ريها ومن ينام لن يستطيع توفير معيشته وقد شكونا لطوب الأرض ولا أحد يسمعنا ربما لأننا بسطاء ولا يوجد بيننا عضو مجلس شعب"، مشيرا إلى أنه رغم العذاب الذي يعانون منه أثناء وجود الدور فإن دور البطالة يستمر لأكثر من 10 أيام أحيانا، على حد قوله. ويقول عماد محمد سعد، فلاح من مركز سيدي سالم، إن قرى منشأة عباس والعمار وعزب أتينا والكوم وجاد بها نقص شديد في مياه الري ويلجأ المزارعون لري أراضيهم من مياه الصرف التي تحتوي على ما لذ وطاب من السموم بسبب قيام الأهالي بصرف منازلهم فيها. ويقول صابر علي الفقي من مركز الحامول، إن "ترعة راغب" التي كانت المياه لا تنقطع بها تغيب عنها المياه لفترات طويلة قد تصل إلى 15 يوما، رغم أن هذه المنطقة بالذات لم تكن تشعر بمشاكل مياه الري من قبل وبالتالي ربما لا تصل المياه إلى الفروع الصغيرة والمراوي وتعرضت مساحات كبيرة للبوار. ويؤكد محمد سعيد على «مزارع»، أن 12 ألف فدان بعزب 55، 56، 58، 49، 50 ماتت زراعاتها بسبب العطش، واضطر المزارعون مؤخرًا لقطع الطريق الدولى، إلا أن المشكلة ما زالت قائمة، وتابع: «ذهبت تصريحات المسؤولين أدراج الرياح، كما أن قرى مركز الحامول تعانى زراعاتها العطش، وهناك أزمة في مياه الرى بقرى الشهابية والحماد والشيخ مبارك ببلطيم، ورغم تكرار الشكوى للمسؤولين فإن أحدًا لم يتحرك».