يقوم الإيمان بالله على (1) تأمل في الكون و (2) وعي بآيات الله في آفاقه ! ومن المحزن أن نجد المسلمين في مؤخرة القافلة البشرية على النحو الذي يقول فيه الشاعر: ويقضى الأمر حين تغيب قيم ولا يستأمرون وهم شهود !! يقول الدكتور البوطي في كتابه (كبرى اليقينات الكونية) أن الوحي هو مصدر يقين المسلمين ص إذن هو مصدر المعرفة وهو عبارة عن شقين: الأول: القرآن الكريم موحي بلفظه ومعناه. الثاني: السنة النبوية موحى بمعناها واللفظ للنبي صلى الله عليه وسلم. كما بين العلامة محمد أبو زهرة في كتابه (أصول الفقه) ص وليس لدينا مصادر أخرى للمعرفة بخلاف الكتاب والسنة. لا علاقة لنا بالمعارف التي توردها (دائرة المعارف البريطانية) وغيرها خاصة فيما يتعلق بمسائل الاعتقاد ولا يصح الرجوع إلى ما يكتبه رجال الاستشراق أو غيرهم بخصوص عقيدتنا التي لا تؤخذ إلا من مصدريها الكتاب والسنة المطهرة. الوحي هو مصدر يقين المسلمين ، والذين يهرفون بما لا يعرفون عليهم أن يتوقفوا عن إساءاتهم إلى عقيدتنا وأن يتمتعوا وحدهم بضلالاتهم فقد بلغت حماقاتهم الحد الذي لا يمكن السكوت عليه وأصبح من المفروض على كل مسلم أن يرد بالحق على مثل هذه الإساءات البالغة كما أصبح من حقه أن يطلب من الجهات المختصة تفعيل أدواتها للمحافظة على دين الأمة من تطاول السفهاء والجهلاء ، وها نحن ذان نطلب من الجهات المختصة أن تفعل أدواتها للمحافظة على دين الأمة وهو أول واجب تقوم به الدولة وأعظم وظائفها على الإطلاق. يجب على الدولة أن تقف بالمرصاد لكل دعاوى الزندقة والإلحاد التي نراها على الفضائيات ونقرأها في الصحف لأنها لا علاقة لها (بحرية الرأي) مطلقاً ولكنها إفساد لعقيدة الأمة ودينها وخروج على الضوابط والقيود المنظمة لحرية الرأي فلا وجود للحرية المطلقة لأنها تعني الفوضى والرأي مهما كان قائله مقيد بحدود الحق والعدل. ونحن كأمة مسلمة يجب أن نحافظ على المقومين الأساسيين في حياتنا وهما الحق والعدل وبدونهما لا تقوم الأمم وإن قامت فهي تقوم على ساق عرجاء. لا تقوى على القيام طويلاً حتى تسقط. وحرية الرأي كما يطلبها البعض هي رذيلة كبرى من رذائل المجتمع الغربي لأنها بلا قيود أو ضوابط شرعية وقد نقلناها عن الغرب كما نقلنا كل أفكاره التالفة دون نظر جرياً وراء المحاكاة وانبهاراً بما يقدمه الغالب فعشنا منظومة أخلاقية فاسدة تنكر الغيب ولا تؤمن إلا بالمحسوس فجاءت تصوراتنا كاها أو معظمها مناقضة لعقيدتنا وعشنا حيرة بالغة أدت إلى ما نحن فيه من إنشطارية في الفهم والسلوك. اللهم أرحمنا وألطف بنا.