يستمتع سكان مدينة حلب (شمالي سوريا) منذ أيام باتفاق الهدنة الذي أزال الخوف من الغارات والاشتباكات، لكنهم يعانون منذ أسابيع من شح حاد في المياه، فيبحثون عنها في آبار غير صالحة للشرب أو يدفعون ثمنها غالياً. وتضررت أنابيب المياه والمولدات الكهربائية التي تستخدم في ضخ المياه الى الأحياء السكنية بسبب المعارك العنيفة التي شاهدتها حلب منذ صيف 2012. وازداد الوضع سوءاً بعدما دمرت غارة روسية في نهاية نوفمبر محطة ضخ مياه رئيسية تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) شرق مدينة حلب، ما حرم حوالي 1,4 مليون نسمة من سكان المنطقة من المياه، وفق منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف". وتوجد محطة ضخ أخرى في حي سليمان الحلبي يصعب تشغيلها جراء النقص في الكهرباء والمحروقات. ويقول سكان المدينة إنهم للمرة الأولى يعانون من أزمة انقطاع المياه بهذا الشكل منذ اندلاع النزاع قبل 5 سنوات. ولتأمين حاجاتهم، يبحثون عن آبار وخزانات توفر لهم المياه الضرورية للاستخدام المنزلي، ويلجأون الى تعقيمها أو شراء زجاجات مياه للشرب. وتجول سيارات محمّلة بخزانات مياه غير صالحة للشرب يتم سحبها من آبار جوفية، في شوارع المدينة، وتتنقل من حارة الى أخرى لتغذي المنازل بكميات قليلة لا تكفيها.