أكد محمد العريان الخبير الاقتصادي العالمي، والمستشار الاقتصادي لمجموعة إليانز، وعضو المجلس التنسيقى للبنك المركزى، أن مصر تعرضت إلى العديد من الصدمات الاقتصادية ما كان له أثر سلبى على الأداء الاقتصادي، ولكن المطمئن أن ما تعانيه مصر حاليا لا يزال لا يقارن بما تتعرض له بعض الدول الأخرى في المنطقة، وهذا مؤشر جيد على قدرتها على الخروج من الأزمة في حالة اتخاذ القرارات السليمة. وأضاف العريان في ندوة لغرفة التجارة الأمريكية، أمس: «مصر لم تصل بعد إلى مرحلة الكساد الاقتصادي، فهى على الرغم مما مرت به من سلبيات اقتصادية، حققت نموا للسنة الثانية على التوالى، كما أنها تمتلك مزايا عديدة تمكنها من الخروج من الأزمة من سوق كبيرة، وعمالة شابة متميزة، وموقع جغرافى متميز.. مصر تشهد بالفعل تحركا ولكن الأمور يجب أن تحدث بصورة أسرع». وأشار إلى أن البنك المركزى حاليا هو اللاعب الوحيد في الملعب في مصر مثل بقية دول العالم كله ولكنه للأسف لا يمتلك الأدوات اللازمة لتحقيق النمو الاقتصادي والخروج من الأزمة وكل ما يستطيع القيام به هو إعطاء مسكنات وقتية لا تحل المشكلة من جذورها»، قائلا: "لكنه ليس المسؤول الأوحد عن حل الأزمة، قيام المركزى بدور كبير لفترة طويلة أسفر عن اتخاذه لقرارات جارحة، لم يعد يتحملها الاقتصاد أو المواطن". وأكد أن الاقتصاد العالمى، يمر بمنعطف هام في العالم كله، فجميع الدول الكبرى بدأت تتخذ قرارات اقتصادية متخبطة تضر بالاقتصاد العالمى، حتى الصين، مستطردا: «لا نستطيع عزل مصر عن العالم الخارجى، ولذلك فإن خروج مصر من هذا المنحنى الاقتصادي لا يرتبط فقط بالأداء الداخلى للدولة، وإنما أيضًا بالأداء العالمى». ويرى العريان أن هناك سيناريوهين للفترة القادمة بشأن الأزمة الاقتصادية، الأول هو قدرة الدولة على الخروج من الأزمة، وتحقيق نمو قادر على استغلال الشباب، والثانى يتمثل في استمرار التخبط الاقتصادي، وزيادة البطالة، وتحقيق أي سيناريو من الاثنين مرتبط بقدرة الحكومة السياسية والاقتصادية وقدرتها على اتخاذ القرار السليم للخروج من الأزمة.