رأى موقع وورلد سوشياليست، أن كلاً من مصر وتركيا مرغمتان على التصالح وعودة العلاقات بينهما، وذلك بعد اكتشافات الغاز في البحر المتوسط. وقال الموقع، في تقرير له، إن مصر ستحتاج لتركيا لتسهيل دخول الغاز إلى السوق الأوروبية، حيث يجب أن تمر عبر تركيا، وفي الوقت ذاته ستحاول تركيا تطبيع علاقاتها مع مصر خاصة بعد تدهور علاقات أنقرة مع موسكو المورد المهم للغاز عقب إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية قرب الحدود السورية. واستبعد التقرير أن تعتمد تركيا على صادرات غاز من إيران صاحبة ثاني أكبر احتياطيات غاز في العالم بسبب عضوية تركيا في التحالف السعودي ضد طهران وتزايد الدور العسكري لأنقرة في سوريا. وأكد التقرير أن المملكة العربية السعودية تكثف جهودها لدفع حليفتيها مصر وتركيا إلى استعادة علاقاتهما الدبلوماسية قبيل القمة الإسلامية المقررة في اسطنبول في أبريل القادم، كاشفًا عن زيارة وفد تركي إلى الرياض استغرقت ثلاثة أيام ومحادثات في هذا الشأن على هامش اجتماع عقد في الإمارات في وقت سابق هذا الشهر. وتوترت العلاقات بين مصر وتركيا منذ عزل الجيش للرئيس الأسبق محمد مرسي- المنتمي لجماعة الإخوان- في يوليو 2013، الأمر الذي رفضته تركيا، ما أدى إلى تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين. وقال التقرير الذي حمل عنوان "السعودية تضغط من أجل تحالف مع تركيا ومصر"، إن الرياض حريصة على الوصول لتصالح بين البلدين قبيل عقد قمة منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول أبريل المقبل، والتي دعت تركيا، الرئيس المقبل للمنظمة مصر، الرئيس الحالي للمنظمة لحضورها حيث ستتسلم أنقرة رئاسة القمة من القاهرة. ومن المقرر أن يقوم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بزيارة رسمية إلى مصر في الرابع من أبريل المقبل. وقال الموقع إن سعي الرياض لإصلاح العلاقات المصرية التركية هو جزء من خططها لتقوية تحالفها السني ضد إيران (ذات الأغلبية الشيعية) والاستعداد للتدخل المباشر للإطاحة بالرئيس السوي بشار الأسد. وذكر أن أنقرة ستحسن علاقتها بالسيسي، مقابل أن يلغي أحكام إعدام صدرت بشكل جماعي العام الماضي ضد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي تربطها علاقات جيدة بحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأشار إلى أن العوامل الأخرى التي تؤثر على العلاقات المريرة بين مصر وتركيا تشمل تنافسهما للقيام بدور قيادي في المنطقة، وموقفيهما المتعارضين بخصوص الحرب بالوكالة في سوريا، فبينما تصر أنقرة على أن الهدف الرئيسي هو رحيل الأسد، ترى القاهرة أن عزل الأسد يأتي في المرتبة الثانية بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراقوسوريا "داعش"، الذي ينشط موالون له في شبه جزيرة سيناء المصرية. وتواجه مصر منذ عزل مرسي تصاعدا في الهجمات التي تستهدف قوات الأمن في سيناء والتي أسفرت عن مقتل المئات من رجال الجيش والشرطة. وأعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" الموالية لتنظيم "داعش" مسؤوليتها عن تلك الهجمات.