رحل بطرس بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة، عن عمر ناهز 94عاما, سادس أمين عام للأمم المتحدة منذ إنشائها باسم "عصبة الأمم" في 1945, والذي شهدت فترة رئاسته للمنظمة الدولية انفتاحًا دبلوماسيًا كبير لمصر على العالم، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وفضح جرائم إسرائيل أمام العالم. ولد غالي في 14 نوفمبر 1922 لعائلة قبطية مصرية وأم أرمينية، وهو حفيد بطرس نيروز غالي رئيس وزراء مصر في أوائل القرن العشرين الذي اغتاله إبراهيم الورداني، وهو أيضًا عم يوسف بطرس غالي الذي كان وزيرا للمالية, في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. شغل غالي منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الخارجية في مصر منذ مايو 1991، وكان وزيرا للدولة للشؤون الخارجية من أكتوبر 1977 وحتى 1991. تزوج من ليا نادلر، يهودية مصرية من الإسكندرية وحصوله على إجازة الحقوق من جامعة القاهرة في عام 1946 ثم حصل بعدها على الدكتوراه من فرنسا في عام 1949, وعمل أستاذًا للقانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة في الفترة من 1949 إلي1977, وأسس مجلة السياسة الدولية الفصلية بجريدة "الأهرام", وعمل مديرًا لمركز الأبحاث في أكاديمية لاهاي للقانون الدولي من1963إلي1964. تقلد غالي منصب وزير الدولة للشئون الخارجية في عهدي الرئيس أنور السادات وحسني مبارك. وقال الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن "رحيل بطرس غالي خسارة كبيرة للدبلوماسية المصرية بعد أن لعب غالي دورًا كبيرًا في الخارجية المصرية علي مدار العقود الماضية". وأضاف غباشي ل "المصريون"، أن "بطرس غالي كان صاحب نظرية التوجه المصري نحو أفريقيا في عهدي الرئيس الراحل أنور السادات والأسبق حسني مبارك، بالإضافة إلي دوره البارز في اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل ودوره البارز في معاهدة كامب ديفيد". وعمل غالي نائبًا لرئيس الاشتراكية الدولية حتى تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة من 1992 إلى 1996, بعد أن تفوق علي ستة أشخاص، كان أبرزهم الرئيس النيجري الأسبق اللواء "أويسنجو"، ووزير خارجية زيمبابوي الدكتور "تشيدزيرو". وكانت فرصة الرئيس النيجيري أكبر لكون أن بلاده هي رئيس منظمة الوحدة الإفريقية, إلا أنه بمساندة فرنسية قوية صوتت له 11 دولة من أصل 12وأصبح أول عربي يتولى هذا المنصب، في فترة سادت فيها صراعات في رواندا والصومال وأنجولا ويوغوسلافيا السابقة. وقال غباشي إن فرنسا هي من وقفت بقوة وراء تولي بطرس غالي منصب الأمين العام للأمم المتحدة وسبب رحيله من الأممالمتحدة هي الولاياتالمتحدة التي أصرت علي عدم استكماله للفترة الثانية من منصبه كأمين عام للأمم المتحدة بسبب قضية "قانا" وموقفه المعارض لإسرائيل . لم يستطع غالي أن يبقي في رئاسة أمانة الأممالمتحدة لفترة ثانية بسبب استخدام الولاياتالمتحدة لحق الفيتو وإبعاده, بعد انتقادها له لكونه كان شديد الانحياز لصالح القضية الفلسطينية على حساب إسرائيل المدعوم من الولاياتالمتحدة. وتسبب تقرير "قانا" الذي أعده غالي وفضح به جرائم الاحتلال الإسرائيلي في مجزرة قانا جنوبلبنان والتي راح ضحيتها 106 من المدنيين، أحرج إسرائيل أمام الرأي العام، وأزعج الولاياتالمتحدة، وبالتالي اعترضت الولاياتالمتحدة، على التجديد له. وبعدها بأيام جرى اقتراع غير رسمي وفقًا للعرف داخل المجلس، وحصل كوفي عنان على 12 صوتا مؤيدًا، ورفضت مصر المضي قدمًا في خطوات ترشيح غالي لولاية ثانية، حتى لاتخسر كوفي عنان التي أجمعت القوى الدولية عليه. ترأس غالي منظمة الفرانكوفونية الدولية بعد تركه منصبه بالأممالمتحدة, وبعدها المجلس الأعلى لحقوق الإنسان قبل أن يستقيل منه في فبراير من عام 2011بعد أيام من اندلاع ثورة 25 يناير . وأشار غباشي إلى الدعم الفرنسي لغالي استمر حتى بعد رحيله من الأممالمتحدة عندما تولى مدير منظمة الفرانكفونية وهي منظمة الدول الناطقة باللغة الفرنسية تكريمًا له.