بطرس غالي من أستاذ في القانون إلى أعلى منصب في العالم

أخرجت أول عربي يتولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة، بلد لم تعرف للعنصرية والطائفية عنوان ، كانت مصر المكان الذي نشأ "بطرس غالي" وترعرع فيها، تربى في أسرة محنكة سياسيا ودبلوماسيا ، كان جده "بطرس نيروز غالي" رئيس وزراء مصر في القرن العشرين ،و كان عم يوسف بطرس غالي الذي شغل وزيراً للمالية.
ولد بطرس لعائلة قبطية وأم أرمينية، في 14 نوفمبر 1922، التحق بكلية الحقوق في جامعة القاهرة في عام 1946 وحصل على الدكتوراه من فرنسا في عام 1949. وعمل أستاذًا للقانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة في الفترة (1949 - 1977).
كان الحظ حليفا له فقد تدرج في مناصب عديدة ، استطاع أن يصعد من وظيفته كأستاذ للقانون إلى منصب العام السادس للأمم المتحدة للأعوام 1992 - 1996م، حيث شغل 5 أعوام.
تحرر غالى من قيود المجتمع فقد تزوج "غالي" من فتاة يهودية الديانة هي "ليا نادلر"، مصرية من الإسكندرية. وبالفعل فأن الحب يصنع المعجزات.
كان لدى "غالي" ميول صحفية وكتابية فقد أسس مجلة السياسة الدولية الفصلية بجريدة الأهرام، وعمل مديرًا لمركز الأبحاث في أكاديمية لاهاي للقانون الدولي (1963-1964)، كما أنه شغل منصب وزير الدولة للشئون الخارجية في عهدي السادات ومبارك، عمل ايضا نائبًا لرئيس الاشتراكية الدولية حتى تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة.
ساندت فرنسا "غالي" بقوة حتى يتولى منصب أمين عام الأمم المتحدة 1992 - 1996 ، في خضم الصراعات التي سادت فيها صراعات في رواندا والصومال وانجولا ويوغوسلافيا السابقة. ولم تمتد رئاسته لفترة ثانية بسبب الولايات المتحدة الأمريكية التي استخدمت حق الفيتو و انتقادها له.
وبعد مشواره كأمين عام للأمم المتحدة ترأس منظمة الفرانكوفونية الدولية، ورأس أيضا المجلس الأعلى لحقوق الإنسان المصري، إلا أنه لم يستمر واستقال من رئاسة المجلس الأعلى لحقوق الإنسان في فبراير من عام 2011
كان من ضمن أحلام "غالي" حينما كان وزيرا للخارجية أن يتم إنشاء عاصمة عربية تتوسط جغرافيا بين مصر وليبيا للولايات العربية المتحدة ، وهي الفكرة التى طرحها وقت في فترة حكم السادات ولم تخرج للنور.