الصدفة وحدها جمعتهما فهو شقيق إحدى صديقاتها لم تكن تعرفه جيدا قبل الزواج ولم تلتق به كثيرا. لكن الظروف التي كانت تحيط بها في بداية معرفتها به ساعدته كثيرا في سرعة السيطرة على مشاعرها. ظهر في وقت كانت فى أمس الحاجة لقلب يشاركها همومها وعقل يتدبر معها حياتها ومستقبلها الذي كانت تراه مجهولا غير واضح المعالم بعد أن تزوجت جميع شقيقاتها وبقيت هي وحيدة شريدة تأمل وتحلم بالبيت والأسرة والزواج، وبحاجة أيضًا إلى من يسمع شكواها وألمها وصدر حنون يعوضها عن حالة الضياع التي كانت تشعر بها بعد أن تقدم بها العمر ومن هم في سنها تزوجن وأنجبن. كل هذا وجدته في شقيق صديقتها فكان يسعدها بحديثه معها حيث كان مستمعا جيدا لكل كلامها ويعير لها اهتمامه حتى بالتفاصيل الصغيرة. وبين ليلة وضحاها شعرت أن هذا الشخص هو الشريك الذي انتظرته طويلا وصارحها برغبته في التقدم إلى أهلها. وبالفعل دخل البيت من بابه وقابل والدها واتفقا سويا على كل التفاصيل والتجهيزات اللازمة لإعداد عش الزوجية، وأقيم حفل الخطوبة وعقد القران في يوم واحد وكان حفلا ضخما ضم جميع الأهل والأقارب. وبدأت العروس تعد نفسها للزواج والدخلة وأسرعت لاستكمال مستلزمات عش الزوجية. لكن للأسف وكحال كثير من الأسر المصرية في وقتنا الحالى واللائى تركن الحبل على الغارب لبناتها بحجة العصرية والموضة وبلاش الرجعية والدقة القديمة واحنا عندنا ثقة في بناتنا.. إلخ.. كل هذه المفاهيم الخاطئة عن الحرية كانت السبب في تبخر أحلام كثير من الفتيات مخلفة وراءها مآسى لا تندمل ولو بمرور السنوات. بدأت خروجات الخطيبين للمتنزهات والفسح والذهاب معا للمحلات لشراء مستلزمات الفرح وعش الزوجية. وتوالت الخروجات وكثرت دون وجود محرم مع الخطيبين، وشعر الخطيب بأن مناله من خطيبته سهلا وليس شاقا ومن الممكن الحصول عليه دون متاعب وتكاليف وفرح وخلافه، وبدأ يدبر للحصول على مراده في غفلة من الدين والضمير والأهل. طلب منها في إحدى الخروجات أن تذهب معه لعش الزوجية ليس بالحجج المعروفة المستهلكة إنها هتتفرج على الشقة وتشوف الديكورات والستائر وخلافه، لكن الرجل كان صريحا وقالها انتى زوجتى على سنة الله ورسوله ومن حقى اختلى بيكى وهددها بالطلاق. وبالفعل ذهبت معه لتنتهى قصة الزواج قبل أن تبدأ، فبعد أن نال منها ما أراد بدا يتغير وأصبح يتهرب منها ويعاملها بتعال واحتقار بالرغم أنه هو من غواها، ولكنه أبدا لن يعذرها ولن يرحمها ووصل الأمر إلى ضربها، وعندما حاولت أن تجعله يتراجع عن إساءته لها هددها وعايرها واتهمها في أخلاقها لأنها وافقت على المعاشرة دون الزفاف وبعدها بفترة توقف عن إتمام كل إجراءات الزواج، ورغم أنها لجأت لأهله، إلا أنه اتهمها أمامهم باتهامات باطلة، وقال لها نصا: "لن أطلقك ولن أتم زواجى بك".. وسأتركك معلقة. وبعدها اضطرت أن تبوح للجميع بأنه دخل بها وأقام معها العلاقة الزوجية، ووقتها ساءت حالتها النفسية بسبب نظرة أهلها وأهله إليها، فهى سقطت من نظر الجميع حيث أقنعهم الزوج بالعكس واستمرت حالتها على هذا الوضع دون الوصول إلى حل، إلى أن قرر أهلها اللجوء لدعوى الخلع بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة، فهى الحل الوحيد الآن وتنازلت عن كل حقوقها كى تحاول إكمال حياتها التي نهاها زوجها بعد أن تخلى عنها رغم أنها فعلت كل ما فعلت لإرضائه وأدركت أنها ارتكبت أكبر خطأ عندما طاوعته وسلمته نفسها وبدلا من أن تنتظر الزفاف وسط الأهل والأحباب أصبحت تنتظر الحكم أمام قضاء محكمة الأسرة.