«عليكم بالتقشف وترشيد الإنفاق الشخصي ، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي لم تشهدها مصر منذ نحو 40 عامًا، بسبب ثقل الأعباء المالية على كاهل الدولة مع وصول عدد السكان لأكثر من 90 مليون نسمة، في ظل حالة من العجز المالي، وعدم توقع حلول سريعة للمشاكل الاقتصادية.. فكروا فيما تقدمونه لمصر وليس فيما تتوقعونه منها.. المصريين العاملين بالخارج تبرعوا بشهر من رواتبكم لدعم بلدكم.. لا مشكلة في أن يظلم جيل أو جيلان من أجل تحسين ظروف الأجيال القادمة». كانت هذه الكلمات التي ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في خطابه في مطلع مارس 2014، خلال حضوره مؤتمرًا لشباب الأطباء وحديثي التخرج، كفيلة بمعرفة مدى الحالة الاقتصادية التي وصلت لها مصر، والتى تحتم على الجميع أن يضحي من أجل عبور تلك المرحلة. ولاشك أن الرئيس السيسي الذي دعا إلى ذلك التقشف عليه أن يكون قدوة ويظهر جدية تلك الدعوة في المناسبات التي يحضرها والاحتفالات التي تقيمها الدولة من أجله، ولكن الواقع صدم المصريين في الرئيس «المسرف» الذي يدعو ل«التقشف». حفل تنصيب السيسي صاحب حفل تنصيب الرئيس السيسي جميع أشكال البذخ والإسراف التي تحملتها الدولة والتي لم يكن هناك ضرورة لها في ظل تلك الحالة الاقتصادية. حيث قُدّرت الأعمال والتجهيزات لحفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، يونيو 2014، بنحو 10 ملايين جنيه، وأنفقت هذه الأموال في تجهيز قصر القبة الرئاسي ومحيطه، من أجل الظهور بمظهر حسن أمام الوفود العربية والإفريقية والآسيوية والأوروبية والأمريكية المشاركة بالحفل. المؤتمر الاقتصادي حيث أكد الدكتور حسن فهمي، رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، في تصريحات صحفية، أن تكاليف المؤتمر الاقتصادي، الذي عُقد بشرم الشيخ، مارس الماضي، تخطت نحو 100 مليون جنيه، والتي تحملتها كاملةً حكومة المهندس إبراهيم محلب، حينها. حفل افتتاح قناة السويس الجديدة حيث كشف ممثل شركة «WWP»، الفائزة بتنظيم افتتاح قناة السويس، هاني شكري، عن تكلفة حفل الافتتاح، مشيرًا إلى أنه بلغ 30 مليون دولار، وذلك خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي، عبر برنامج «هنا العاصمة»، على شاشة «سي بي سي». السجادة الحمراء سجادة حمراء قدر ثمنها بأكثر من مليون ونصف مفروشة على مساحة 4 كيلو على الأرض في استقبال موكب الرئيس السيسي خلال افتتاحه محطة تحلية المياة ب6 أكتوبر بالإضافة إلى عدد من المشروعات القومية، وهي الواقعة التي أثارت غضب الرأي العام تجاهها، نظرا لما تمثله من إسراف ليس له مبرر.
خطاب البرلمان أكثر من 40 موتوسيكل وسيارة تحيط بسيارة الرئيس السيسي وإغلاق شوارع قصر العيني والشوارع الجانبية المؤدية إليها، وفرض حظر التجوال للمواطنين وإغلاق المحال التجارية وتجهيزات داخل البرلمان، كان ذلك هو المشهد الأخير الذي ظهر فيه "السيسي" أثناء ذهابه لإلقاء خطابه في البرلمان وتسليم السلطة التشريعية لمجلس النواب. انتفاخ زائد في الذات من جانبه وصف أستاذ العلوم السياسية حازم حسني، تلك المظاهر التي تصاحب موكب واحتفالات الرئيس بأنها تتدل على انتفاخ زائد في الذات أصاب الرئيس. وقال "حسني" عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»:«منذ مظاهر حفل تنصيبه بقصر القبة، وحتى المظاهر التى صاحبت إلقاءه بيانه أمام مجلس النواب أمس، مروراً بكثير من المناسبات واللقاءات، يبدو واضحاً لكل ذى بصر ولكل ذى بصيرة أن هذا الرجل يعانى من انتفاخ زائد فى الذات، ومن سعى حثيث لإحاطة نفسه ببذخ بروتوكولى وأبهة لا تتناسب مع أحوال البلاد الاقتصادية، ولا هى تناسب التقاليد الجمهورية أصلاً! ». وتابع أستاذ العلوم السياسية :«كلمة "المُلك" التى استدعاها الرجل فى إحدى كلماته مؤخراً لم تكن عفوية، وإنما عبرت بصدق عن مكنون رؤيته لنفسه باعتباره صاحب ملك عضوض على مثال الخلافة التى كانت نموذجه الذى امتدحه فى ورقته التى قدمها أثناء دراسته بالولايات المتحدةالأمريكية ... مسحة التواضع التى يظهرها لا تختلف عن مسحة الإيمان والأخلاق التى كان يبديها أصحاب الملك العضوض ليخترقوا بها قلوب العوام ! ». وأضاف :«من لا يريد أن يرى هذه الحقيقة، ويفضل بدلاً منها أن يلقى اللوم على بطانة الرئيس، فهذا شأنه؛ لكن المبالغات الفجة، والإسراف الخارج عن الوقار فى مظاهر الاحتفاء به وبموكبه، إنما تكررت بما لا يمكن معه القول بأنها ليست بعلم - بل وبتوجيهات - الرجل ... فعلامات الارتياح التى ترتسم دوماً على وجهه أثناء المراسم إنما تشى بكونها مظاهر تصادف هوى فى نفس الرجل يتجاوز مجرد الحرص على قواعد البروتوكول، وعلى إظهار هيبة الدولة ... التى تزداد معاناتها يوماً بعد يوم، ولا تكف عن التسول بغير احتشام يحفظ للدولة وقارها وهيبتها ! ».