مصر تخسر معركة "وليد" و"جوليو"

وليد حمدي 37 عامًا شاب مصري ولد فى قرية صفط تراب التابعة لمركز المحلة الكبرى التابعة لمحافظة الغربية، مثله مثل حال جميع الشباب يسارع الزمان للهروب من جحيم البطالة.
خرج "وليد" يبحث عن حياة جديدة ومستقبل أفضل لحياته إلا أن القدر كان له رأى آخر، لم يكن يعلم وليد الذي عمل في السعودية أكثر من 6 سنوات في مجال بيع إكسسوارات السيارات أن يلقى مصرعه على يد 4 شباب سعوديين انهالوا علية بالضرب المبرح ثم قاموا بدهسه تحت عجلة السيارات.
خرج ولم يعد.. هكذا حال الشاب المصري الذي لقي مصرعه دهسًا تحت أسفل السيارات بعد أيام معدودة من الحادث الشهير للطالب الإيطالي الذي لقي مصرعه في مصر لتوجه الحكومة الإيطالية بأصابع الاتهام إلى وزارة الداخلية المصرية حول تورطها فى قتل "جوليو ريجيني" الأمر الذي أثار حفيظة المسئولين المصريين.
يأتى حادث "وليد" ليفتح النار على الحكومة المصرية حول تباين مظاهر اهتمامها بالشاب الإيطالي الذي لقي مصرعه بينما تتجاهل الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون المصريون الذين يلقون مصرعهم في الخارج.
الإيطالي أغلى من المصري
لم تمر ساعات معدودة حول مقتل الشاب الإيطالي حتى أطل علينا وزير الداخلية الإيطالي بتصريحات نارية قائلًا: "من مصلحة "السيسي العمل" معنا، لا أحد يستطيع جلب جوليو إلى الحياة مجددًا، لكن ظهور الحقيقة على السطح قد يساعد على إنقاذ أرواح لمزيد من الأشخاص".
بينما تكرس الداخلية المصرية جودها للقبض على النشطاء المصريين المعارضين ومنشغلة فى بناء وتشييد السجون وتواصل سلسلة الانتهاكات للحفاظ على النظام الحالي ومنغمسة فى محاربة الفكر والحركات الشبابية وتتجاهل مقتل المواطنين المصريين فى الخارج ولم تستفد من نظيرتها الايطالية.
السيسي يعزى الشاب الإيطالي ويتجاهل المصري
لم تمر 12 ساعة عن الإعلان عن العثور على جثة الشاب الإيطالي حتى بادر الرئيس عبدالفتاح السيسي باتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإيطالي "ماتيو رينزي"، وأعرب فيه عن خالص العزاء لرئيس الوزراء الإيطالي ولحكومة وشعب إيطاليا في وفاة المواطن الإيطالي "جوليو ريجيني" الذي لقي مصرعه في مصر مؤخرًا. كما وجه الرئيس خالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد وأصدقائه.
بينما هناك سؤال يلوح فى الأفق داخل الشارع المصري هل يمكن أن يخرج ملك السعودية ليقدم العزاء للشعب المصري ويتخذ نفس الإجراء الذي اتخذه نظيره المصري مع الشاب الإيطالي.
الخارجية تكتفي بالإدانة
بعد إعلان مصر العثور على الشاب الإيطالي قامت الحكومة الإيطالية باستدعاء السفير المصري في إيطاليا، وإبلاغه بلهجة شديدة بقلق الجانب الإيطالي من الحادث، ومطالبته بتحقيق عاجل في الحادث، والوقوف على مرتكبي الجريمة في أسرع وقت.
أما بخصوص مقتل المصري بالسعودي فقد اكتفى هشام النقيب، مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين في الخارج، بالتصريح بتكليف القطاع القنصلي بالوزارة بمتابعة حيثيات وتحقيقات الحادث الذي تعرض له المواطن وليد حمدي بالمملكة العربية السعودية على يد مجموعة من المواطنين السعوديين الذين قاموا بضربه ودهسه بالسيارة، مما أدى إلى وفاته وأن السلطات السعودية ستحقق العدالة الناجزة.
وفد إيطالي يصل لمصر لمتابعة التحقيقات
وكان وفد أمني إيطالي وصل إلى القاهرة؛ لمتابعة سير التحقيقات الجارية في أسباب وفاة الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، والذي عثرت قوات الأمن على جثته بإحدى المناطق النائية، وعلى الرغم من أن الداخلية المصرية أعلنت عن تشكيل لجنة من 50 ضابطًا في مختلف التخصصات؛ لمتابعة الحادث، ولكن الجانب الإيطالي لم يكتف بهذا الإجراء، وقرر إرسال الوفد الأمني لمتابعة سير التحقيقات بذاته مما جعله البعض تدخلاً في الشأن المصري ويستمر مسلسل الانتهاكات للعمالة المصرية خارج الدولة فى ظل تجاهل تام.