شتان بين تعامل الدولة مع مقتل أحد مواطنيها دهسًا بسيارة أحد السعوديين بالمملكة أمس الاثنين وتعاملها مع مقتل شاب إيطالي بمصر. ففي الحادث الأخير دولة ترعى الحقوق، وتعجل في التحقيقات، وفي الأول غائبة وكأن الأمر لا يعنيها. فرغم مرور 24 ساعة على حادث مقتل المصري، لم يظهر حتى الآن أي تحرك للدولة. مقتل مواطن مصري يكفي أن تكتب هذه الجملة على موقع البحث "جوجل"؛ لتظهر لك عشرات الأخبار التي تنقل مقتل المواطنين المصريين في شتي الدول العربية، وأغلبها حوادث جنائية، وتجد دائمًا أن وزارة الخارجية المصرية غائبة، والسفير المصري آخر من يعلم، ويقتصر دوره على نقل الجثة إلى مصر. أما عن حق هذا المواطن فضائع كالعادة. السيسي يقدم التعازي في مقتل الإيطالي لم تمر 12 ساعة على العثور على جثة الطالب الإيطالي في الطريق الصحراوي، حتى قدم الرئيس عبد الفتاح السيسي التعازي للدولة الإيطالية، ووعد بإجراء تحقيق عاجل في الحادث، ولكن هل يمكن أن يخرج ملك السعودية، ويعلن نفس الإجراء؟ استدعاء السفير المصري في إيطاليا كان رد الحكومة الإيطالية على مقتل أحد رعاياها بمصر هو استدعاء السفير المصري في إيطاليا، وإبلاغه بلهجة شديدة بقلق الجانب الإيطالي من الحادث، ومطالبته بتحقيق عاجل في الحادث، والوقوف على مرتكبي الجريمة في أسرع وقت. أما بخصوص مقتل المصري بالسعودية، فحتى الآن لم يصدر من الخارجية المصرية أي تصريح بشأن الحادث، رغم مرور أكثر من 24 ساعة على الحادث، وحتى صفحة الوزارة على موقع التواصل الاجتماعي تجاهلت الحادث، ونقلت أخبار الوزير الذي يزور واشنطن حاليًّا. وفد إيطالي وصل لمصر لمتابعة التحقيقات وصل مساء الجمعة الماضية وفد أمني إيطالي إلى القاهرة؛ لمتابعة التحقيقات الجارية في أسباب وفاة الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، والذي عثرت قوات الأمن على جثته بإحدى المناطق النائية بمدينة 6 أكتوبر يوم الأربعاء الماضي، رغم أن الداخلية المصرية أعلنت عن تشكيل لجنة من 50 ضابطًا في مختلف التخصصات؛ لمتابعة الحادث، ولكن الجانب الإيطالي لم يكتفِ بهذا، وقرر إرسال الوفد الأمني. أما في حادث المواطن الذي لقي مصرعه دهسًا بسيارة مواطن سعودي، يصعب التكهن ما إذا كان الجاني سيخضع للعقاب، أو أن يكون للضحية أي حقوق.