لتكن البداية مع أوائل عام 2006 م .. فها هو عماد فايز مغنية – الرجل الذي إستعصى على أعتى أجهزة المخابرات فى العالم – يصل إلى بيروت من جديد بملامح مختلفة وبجواز سفر مختلف ، حيث تسلم بأمر صادر من طهران وبتعليمات من قيادات عليا فى الحرس الثوري منصب رئاسة إستخبارات حزب الله ورئاسة أركان العمليات بالحزب ، هذا إلى جانب مهامه العديدة وأنشطته المعروفة بدقتها وسريتها وخطورتها وإرتباطها بأكثر من جهاز مخابرات فى المنطقة . فى حين كان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يصل بهجومه – منفردا - إلى نقطة قريبة من المرمى الإسرائيلي ، فيصعد من لهجة تصريحاته النارية ، ويعيد عبارات الخميني فى الإحتفال السنوي بيوم القدس بأن صفحة إسرائيل ينبغي أن تطوى وتمحى من الزمان .. داعياً إلى " عالم بدون إسرائيل وأمريكا " ، وإلى طرد إسرائيل من الأممالمتحدة واصفا إياها بالسرطان الذي يجب إستئصاله ! فى ذلك الوقت ( فى أوائل 2006 م ) كانت الإستخبارات الإسرائيلية تطلق تحذيرات جادة بأن إيران قد بدأت بالفعل تخصيب اليورانيوم فى منشآت سرية وسط مواقع مدنية وأنها بصدد إنتاج القنبلة النووية مع نهاية 2006 م . وفى مارس من نفس العام وعلى إثر التحذيرات التى أطلقتها المخابرات الإسرائيلية ، يعلن موشى يعلون رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق أن بلاده قد أعدت خطة متكاملة لتوجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الإيراني وأن سلاح البحرية والغواصات النووية ستشارك فى العملية المرتقبة بالتعاون مع أوربا وأمريكا ، وقد أكدت صحيفة صنداى تايمز البريطانية فى تقرير نشر فى فبراير 2006 م أن أوامر قد صدرت بالفعل من إرييل شارون رئيس الوزراء السابق بالإستعداد لتنفيذ خطة إسرائيلية معدة سلفا لتوجيه ضربة عسكرية لمنشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية فى نهاية مارس 2006 م . يعود عماد مغنية إلى طهران بجواز سفره الإيراني الذي يحمل إسم ( سيد مهدى هاشمي ) .. وعلى طائرة الرئاسة الإيرانية ، وفى صحبة الرئيس الإيراني نجاد يتوجه مغنية إلى دمشق لحضور الإجتماع المهم والخطير الذي يجمع بين المخابرات السورية والمخابرات الإيرانية وقادة حركة حماس والجهاد الإسلامي بالإضافة إلى الجهاز الأمني لحزب الله ممثلاً فى قائده العسكري ورئيس إستخباراته عماد مغنية ( نقلت هذا الخبر وأكدته صحيفة صنداى تايمز عن خبراء أمنيين ومسئول أمريكي سابق فى مجلس الأمن القومي الأمريكي ) . السؤال هو : ماذا تم فى هذا الإجتماع السرى ، وماذا تقرر ؟ وما تم وما تقرر هو ما سوف تكشف عنه مجريات الأحداث ، وما حدث هو عمليتان نوعيتان متزامنتان إحداهما فى رفح جنوب قطاع غزة والأخرى فى جنوب لبنان شمال إسرائيل . 1 - الوهم المتبدد فى أواخر يونيو 2006 م وبعملية نوعية محكمة نفذتها كتائب القسام بالتعاون مع جيش الإسلام وألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية ، تمكن المقاومون الفلسطينيون من أسر الجندي الإسرائيلي ( جلعاد شاليط ) فى مدينة رفح جنوب القطاع ، وتمكنوا من قتل جنديين إسرائيليين آخرين فى عملية بلغت الذروة فى التحكم والإتقان أطلق عليها اسم ( الوهم المتبدد ) . خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الذي كان قد زار طهران مرتين وصف عملية الوهم المتبدد بالعملية العسكرية النظيفة التى لا تتعارض مع مبادئ الشرعية الدولية 2 أسر الجنود الإسرائيليين في شمال إسرائيل : لم يمض وقت طويل على عملية الوهم المتبدد فى رفح ، فبعد أقل من شهر وتحديداً فى 12 يوليو 2006 م قام حزب الله اللبناني الشيعي بإشراف مباشر من قائد عملياته ورئيس استخباراته عماد مغنية بعملية نوعية مماثلة فى شمال إسرائيل أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة ثمانية وأسر إثنين آخرين فى عملية متقنة ومحكمة وخطيرة كان لها تداعياتها المعروفة .. الزعيم الدرزي ورئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط ( أكثر المنتقدين للنفوذ السوري والإيراني فى لبنان ) وصف العملية بقوله : إنها مزايدة من حزب الله مدعومة من سورياوإيران المعلومات المتوفرة حول هذا الرجل الأسطورة قليلة جداً ، إلا أن تاريخه المدون بالحبر السري والمحفوظ فى دهاليز أجهزة مخابرات العالم حيث كان مطلوباً لأكثر من أربعين دولة بخلاف الإنتربول ، يكشف عن شخصية درامية محيرة مذهلة مجبولة على المغامرة مشدودة إلى المخاطر مسكونة بالتحدي ، مفطورة على كراهية الغرب والعداء لأمريكا وإسرائيل . إذن عماد فايز مغنية اللبناني الجنسية ، الشيعي المذهب ، الخميني الهوى .. ضد أمريكا وضد إسرائيل .. لا يختلف إثنان على ذلك ، ولكن لصالح من ؟ نستطيع بسهولة الإجابة على هذا السؤال وهى خطوة مهمة فى طريق الإجابة على السؤال الأكبر .. من قتل مغنية ؟ إذا تتبعنا مسار بعض عملياته الكبيرة وراجعنا جانباً من تفاصيلها وفتشنا فى أهدافها وجدواها وتأملنا نتائجها ومغزاها . العملية الأولى .. تفجير السفارة الأمريكية فى بيروت عام 1983 م ، أسفرت عن مقتل 63 أمريكي ولبناني .. العملية الثانية .. تفجير مقر قوات المار ينز الأمريكية فى بيروت ، أودى بحياة 241 أمريكي .. العملية الثالثة .. تفجير معسكر الجنود الفرنسيين فى البقاع .. أسفر عن مقتل 58 فرنسيا .. العملية الرابعة .. خطف مسئول الإستخبارات الأمريكية فى بيروت وليام باكلى عام 1984 م .. العملية الخامسة .. إختطاف طائرة ( تى دبليو ايه ) الأمريكية المتوجهة من روما إلى بوسطن عام 1985 م ، فقد شارك مغنية مع آخرين فى خطف الطائرة التى حطت فى بيروت ثم أقلعت وحطت فى الجزائر ثم أقلعت وعادت ثانية إلى بيروت حيث قتل الخاطفون أحد عناصر البحرية الأمريكية بوحشية ورموا بجثته من باب الطائرة ليسقط على مدرج المطار ، وعلى مدار 17 يوم إستمرت الطائرة بالترحال بركابها المذعورين من مطار إلى آخر إلى أن إنتهت الأزمة بعد مفاوضات غامضة لم يكشف عن تفاصيلها بين أمريكاوإيران .. العملية السادسة .. إختطاف طائرة الجابرية الكويتية عام 1986 م وهى فى طريقها إلى الكويت ، حيث توجه بها مغنية إلى مشهد بإيران ثم إلى عدة مطارات أخرى ، وأخيرا إلى قبرص حيث قتل مغنية هناك مواطنين كويتيين وألقى بجثتيهما على أرض المطار ثم توجه بالطائرة بعد ذلك إلى الجزائر ، وكان الهدف من العملية إجبار الحكومة الكويتية على إطلاق سراح من أطلق عليهم إسم ( الدعوة – 17 ) حيث كانوا معتقلين لدى الكويت بعد قيامهم بتفجير السفارتين الأمريكية والفرنسية فى الكويت ، وكان من بينهم أحد أقارب مغنية .. وإنتهت الأزمة بعد مفاوضات غامضة أيضا بين أمريكاوإيران حيث سمح للخاطفين بمغادرة ساحة مطار هوارى بومدين بالجزائر .. العملية السابعة .. إختطاف مجموعة من الرهائن الغربيين ، إحتجزهم مغنية لسنوات ثم أطلق سراح بعضهم عقب مفاوضات سرية بين إدارة الرئيس ريجان وإيران ، فى مقابل تزويد إيران بأسلحة متطورة إستخدمتها فى حربها ضد العراق فى إطار صفقة الأسلحة مقابل الرهائن المعروفة بإيران جيت .. العملية الثامنة .. تفجير مركز يهودي عام 1994 م فى العاصمة الأرجنتينية .. أودى بحياة 85 شخصاً ، وتفجير السفارة الإسرائيلية ببيونس أيرس .. أسفر عن مصرع 29 شخصاً .. العملية التاسعة .. نشرت صحيفة ( ويب هوستنك راتن ) تقريراً عن علاقة مغنية بتفجيرات مجمع الخبر السعودى الذي أسفر عن مقتل 19 أمريكياً .. العملية العاشرة .. إغتيال إيلى حبيقة قائد القوات اللبنانية السابق عام 2002 م وذلك بتفجير سيارته التى إستقلها واثنان من مرافقيه بعد خروجه من بيته فى منطقة الحازمية بقلب بيروت .. وكان قد أشيع أن الموساد الإسرائيلي هو الذي يقف وراء عملية إغتيال حبيقة بعد أن أعلن فى بيروت عن عزمه على تقديم معلومات ووثائق جديدة حول مجزرة صبرا وشاتيلا ضد الفلسطينيين بلبنان عام 1982 م والتي إشتركت القوات اللبنانية مع اليهود فى إرتكابها .. إلا أن الحقيقة غير ذلك ، فقد ثبت أن حبيقة هو الذي إختطف أحمد متوسليان أحد قادة الحرس الثوري الإيراني وأحد المقربين من مغنية ، ومعه محسن موسوي القائم بالأعمال الإيراني ، وكاظم إخوان مراسل وكالة الأنباء الإيرانية ، بالإضافة إلى سائق السفارة الإيرانية فى بيروت .. أمر حبيقة بخطفهم ثم قتلهم جميعاً ، وقد أكد سمير جعجع أن إيلى حبيقة هو الذي أمر بقتلهم بعد إستجوابهم . وعلى خلفية ذلك كان عماد مغنية فى بيروت فى يناير 2002 م لتنفيذ القصاص فيه بتفجير سيارته الجيب شيروكى أمام بيته بالحازمية على طريقة ( من قتل يقتل ولو بعد حين ) .. ، ليس هذا فحسب بل يؤكد وليد جنبلاط وقوف مغنية وراء كثير من عمليات الإغتيال التى تحدث فى لبنان دعماً لنفوذ حزب الله فى الداخل وتنفيذاً لرغبات وأوامر سورية إيرانية ، فيقول فى مؤتمر صحفي بعد إغتيال الصحفي والسياسي المسيحي جبران توينى : " ربما الجهاز الأمني لدى حزب الله أو ما يسمى " عماد مغنية " متورط فى بعض الجرائم . من هذه العمليات السابقة ، وبالتأمل فى إستراتيجيتها وأماكنها وتوقيتها وأهدافها ونتائجها ، يتضح لنا أن رجل المخابرات الأسطورة والقائد العسكري المغامر الملقب بالثعلب ( عماد مغنية إنما هو عميل إيراني بامتياز- مع الاحتفاظ بحق حزب الله فيه - ولكن ما الجديد ، وما الفرق بين عمله لصالح إيران أو لصالح لبنان ؟ وما الإختلاف بين الحرس الثوري وحزب الله وكلاهما بينهما موالاة معلنة ومصالح مشتركة وتحالف عقدي وإستراتيجي وخطط موحدة وتنسيق على أعلى المستويات ؟ نقول أن هذه النتيجة المنطقية تزيل بعض الغموض ، وتكشف جانبا من المأساة ، وقد تساعدنا فى حل لغز إغتيال مغنية . حزب الله لا يعمل كما يقول حسن نصر الله فى حدود لبنان فقط ، ولا يلتزم منذ البداية – كما يؤكد نصر الله فى كل مناسبة – بالأجندة اللبنانية .. والواقع أن الحرب ( المفتوحة ) التى هدد بها إسرائيل بعد إغتيال مغنية هي مفتوحة فعلاً منذ زمن بعيد وليس الأمر بجديد .. ونصر الله فى تأبينه لمغنية أنكر على إسرائيل إغتياله خارج الأرض الطبيعية للمعركة ، رغم أن نشاط مغنية نفسه كان خارج هذه الأرض ، وثلاثة أرباع العمليات التى قام بها كانت خارج لبنان .. ونتائجها ( عند من يفرقون بين المصلحة الإيرانية والمصلحة اللبنانية ) كانت معظمها إن لم تكن جميعها تخدم المصالح الإيرانية . في مثل هذا اليوم الثاني عشر من فبراير 2008 أغتيل عماد مغنية في حادث تفجير سيارة في دمشق بحي كفر سوسة ، وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بياناً ينفي فيه ضلوعه في العملية قائلاً " إسرائيل ترفض أي محاولة من الجماعات الإرهابية إلصاق أي مشاركة لها بالحادث " وقال " ليس لدينا ما نضيفه بعد ذلك " . وإدعت صحيفة "واشنطن بوست " أن الإستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" إغتالت عماد مغنية، بعد عملية المقاومة في شبعا، والذي إعتبر كرد أو كجزء منه على إغتيال المجاهدين في القنيطرة السورية من قبل العدو الإسرائيلي وبحسب الصحيفة ، فان السى آى إيه رصدت مغنية أثناء خروجه من أحد المطاعم في دمشق وحين توجه إلى سيارته قام رجال الموساد عن طريق جهاز التحكم عن بعد بتفجير قنبلة كانت مركونة بجانب إحدى السيارات . إذا كانت إسرائيل بأجهزة مخابراتها وقدراتها التجسسية العالية قد إستطاعت إغتيال مغنية ( جهاز المخابرات المتحرك ) الذي دوخ العالم طوال عقود ، فى دمشق حيث الترتيبات الأمنية الاستثنائية أمام مبنى المخابرات السوري فى كفر سوسة .. أليس من الأسهل عليها إغتيال قادة المقاومة الفلسطينية الموجودين فى سوريا ، لماذا لم تقتنصهم إذن وهى فى أمس الحاجة للتخلص منهم ساعتها ؟ .. ولماذا لم تقم بإغتيال خالد مشعل وهو هدف أسهل من مغنية ما دامت بهذه المقدرة وهذه الكفاءة ؟ نقل موقع " ديبكا " الإسرائيلي – عام 2008م - نقلاً عن مصادره المتخصصة فى الشرق الأوسط أن إيران لديها رغبة قوية بتنفيذ عملية إنقلاب عسكري فى دمشق للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد وأن هناك تحركات مريبة داخل صفوف الجيش السوري من الموالين لطهران .. وهذه الرغبة الإيرانية تعود إلى الحاجة لإيجاد رئيس سوري شديد الولاء لإيران ، فرغم التحالف المعلن بين سوريا وايران إلا أن طهران تعتقد أن بشار الأسد ليس هو الرئيس المناسب لسوريا فى المرحلة القادمة خاصة بعد الإتصال بأمريكا والرغبة التى أبدتها سوريا فى السلام مع إسرائيل والتخوف من أن يكون ذلك بداية تقارب سوري أمريكي ! إذن فطهران أرادت ( بحسب ما أورده الموقع الإستخبارى الإسرائيلي ) رجلاً لها فى سوريا مثل حسن نصر الله فى لبنان ومنظمة لها فى سوريا مثل حزب الله فى لبنان بحيث لا تجد أى صعوبة فى فرض إملاءاتها وإختياراتها السياسية والعسكرية عليه بدون أية معارضة أو أى نقاش وذلك إستعداداً لما هو آت وتحسباً لأوقات الأزمات الضخمة ، وهذا ما تحقق بالفعل خاصة مع التدخل الروسى فى الحرب السورية وظهور الخلافات المكتومة بين طهرانودمشق ، حيث ظهرت إيران على حقيقتها السافرة وأرادت من الأسد تسليم سوريا بعد خرابها بوصفها ولاية إيرانية ودفع فواتير الحرب من جغرافية سوريا وهويتها ومستقبلها . هل قتل عماد مغنية على إثر إختلاف بين القيادتين السورية والإيرانية ؟ .. هل قتل عندما كان يمارس ضغوطاً ما لصالح إيران ؟ هل قتل عندما كان يمارس أنشطة ما من شأنها إحداث هذا التغيير المبكر الذي تحدث عنه الموقع الإستخبارى الإسرائيلي عام 2008م ، والذى وضح كأظهر ما يكون مع مستجدات الحرب ؟ تتحالف سوريا مع إيران .. وروسيا مع إيران ، لكن هناك بين الحلفاء خلافات خفية وتقاطع مصالح ونفوذ ، ربما أودى بحياة ثعلب إيران قبل إشتعال الصراع والحرب بسنوات ، ومع إشتعالها وفى خضم أحداثها سقط ثعالب وقلمت أظافر وخلعت أنياب ليس فقط من عدو لعدو إنما أيضاً من صديق لصديق .. ليلجأ حليف إلى حليفه وليفتقر لخدماته وليضطر لإستدعائه وليصبح أضعف من أن يستغنى عنه وعن أسلحته وحضوره وإمداداته . لا تستعجل عند سماع خبر إغتيال رمز من الرموز وثعلب من الثعالب فى توجيه الإتهام للخصم المباشر والعدو الصريح .. فالسياسة والصراعات وحروب المخابرات ساحات يستحل فيها الحليف أعز ما يملك حليفه من رموز وشخصيات ومراكز نفوذ وعوامل قوة .. وفى النهاية فالحلفاء أصحاب مصالح ، سيحققونها وسيسعون لذلك إما برضا الحليف أو بإرغامه وقهره . وتفاصيل الحرب السورية طوال الخمس سنوات الفائتة تكشف آلاف الخيانات والسقطات ما بين الحلفاء وحلفائهم ، فالكل يبحث عن مصالحه حتى ولو بالعصف بمصالح حليفه وذبح ثعالبه .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.