كشف مسئول بارز في وزارة الداخلية العراقية ، ترك منصبه مؤخرا ، النقاب عن عدد من الممارسات الوحشية التي تجري داخل الوزارة ، معترفا بأن وحدات وزارة الداخلية الحالية أقدمت على ممارسات أدت إلى مقتل واختفاء عدد كبير من المعتقلين دون معرفة أسباب اعتقالهم أو قتلهم. وتؤكد تصريحات اللواء منتظر السامرائي المسئول السابق عن القوات الخاصة بوزارة الداخلية العراقية الاتهامات التي وجهتها إطراف عديدة للداخلية العراقية والميليشيات الشيعية المرتبطة بها ، وتشمل اعتقال وتعذيب وقتل أشخاص دون معرفة أسباب اعتقالهم. وقال السامرائي في حديث لقناة "العربية " التلفزيونية انه كانت هناك قوات تابعة لوزارة الداخلية العراقية مهمتها إلقاء القبض على الأشخاص ليلا ، وهو ما يؤكد شكوى العديد من الجهات العراقية من قيام قوات يرتدي أفرادها زي الشرطة والبعض الآخر ملابس مدنية وتستخدم معدات واليات لا تستخدمها إلا قوات الأمن تلقي القبض على أشخاص ليلا. وقال السامرائي إن وزير الداخلية بيان جبر أصدر أمرا بعد تسلمه الوزارة بمنع أي حركة لأي قطعة عسكرية من أي وحدة من وحدات الداخلية إلا بعلم وزير الداخلية... وعلى هذا الأساس لا يمكن أن تخرج قوات عسكرية بعد ساعات فرض حظر التجوال في بغداد الساعة الحادية عشر ليلا... بكافة الأسلحة والمعدات... للمداهمة وإلقاء القبض على أشخاص إلا إذا كانت هناك سلطة تحركهم. وتحدث السامرائي عن تشكيل "جهاز الأمن الخاص وهو مرتبط بشكل مباشر بوزير الداخلية الحالي ولا يسمح لأي شخص سوا وكلاء الوزارة أو المستشارين بالتداول مع الأشخاص المسئولين فيه. وأضاف أن جهاز الأمن الخاص هو عبارة عن جهاز تحقيقي يحقق مع الأشخاص دون الرجوع إلى قاض ويستلم الأوامر من وزير الداخلية مباشرة وضباط هذا التشكيل الجديد تم جمعهم من مغاوير الداخلية ومن ضباط الأمن... وهو الوحيد الذي كان يتحرك في الليل. وقال السامرائي إن مقر هذا الجهاز الأمني الجديد كان ملجأ الجادرية الذي ارتبط أسمه بفضيحة أماطت اللثام عنها القوات الأمريكية قبل أكثر من شهر حيث وجد فيه أكثر من 170 معتقلا تبين فيما بعد تعرضهم لتعذيب وسوء تغذية. وأوضح السامرائي أن عناصر من منظمة بدر الشيعية المسلحة ، التي تتهم بالضلوع في عمليات اعتقال وتعذيب وقتل ، تم تعيينها وضمها إلى مؤسسات وزارة الداخلية العراقية وان الأوامر الإدارية لتعيين أفراد ميليشيات بدر كانت تصدر من قبل وزير الداخلية." وكشف السامرائي عن وجود أكثر من ستة سجون معروفة في بغداد... وكل لواء أو مقر قيادة تابع لوزارة الداخلية له سجن. وأضاف أنه بحكم موقعه في سلم المسؤولية في وزارة الداخلية كان بإمكانه الاتصال بجميع المعتقلين في سجون وزارة الداخلية إلا المعتقلين في ملجأ الجادرية. لا يعرف عن الأشخاص شيء ولا القوة التي تداهمهم ولا الناس الذين جلبوهم ولا المسئولين عن الجهة التي تحقق معهم. وقال السامرائي إن عددا كبيرا القي القبض عليهم في مناطق مختلفة من بغداد ووجدوا بعد ذلك في الطب العدلي (المشرحة) مقتولين.. وقد استخدمت ضدهم كل وسائل التعذيب من الدريلات (مثقب كهربائي) والكوي وتقطيع أجسادهم." وعرض السامرائي قائمة قال إنها تحوي أسماء ضباط عراقيين من ذوي الرتب الكبيرة اغتيلوا "في شهر رمضان من بينهم احد عشر... برتبة عميد أو عقيد تم تصفيتهم." وتحدث السامرائي عن اعتقالات بالجملة وقعت في عدد من أحياء بغداد لم يحدد تواريخها لكنه قال إنها وقعت جميعا في فترات متقاربة في الصيف الماضي. وقال "في الإسكان 27 شخصا وجدوا بعد أسبوع معصوبي الأعين ومقتولين.. و25 شخصا من مدينة الحرية.. وجثث أخرى عددها يتراوح من 8 إلى 12 شخصا تركوا أحياء في الثلاجة إلى أن تجمدوا وماتوا... وفي الاعظمية والثورة (بمدينة الصدر) أشخاص من التيار الصدري من جيش المهدي... كم من الأشخاص الذين اعتقلوا من قبل وزارة الداخلية ولم يتم العثور عليهم لحد الآن." ومضى قائلا إن وزارة الداخلية والسلطات العراقية وعدت بالتحقيق في اغلب هذه الأحداث لكنها لم تعلن عن أي نتيجة حتى الآن وطالب بإعلان نتائج التحقيق على الملأ قائلا "ألا يفترض إعلان النتائج على الشعب."