لقد فرغت لتوى من قراءة كتاب ( عبقرية العقاد ) للأستاذ المستشار محمد مرشدي بركات ولقد طرحت ما عداه جانباً وتفرغت لقراءته وأتممتها في سويعات قليلة ومما دفعني لقراءته أن مؤلفه يعتبر من أخر الجيل الذي تعرف علي العقاد وراسله وكتب عنه العقاد نفسه وأنني لست كاتباً ولا مثقفاً لكن أزعم أنني قارئ جيد وعندما أكتب عن الأستاذ العقاد وكتابه المعني والذي استمد المؤلف في عنوانه كلمة عبقرية أي أن المؤلف رد الجميل للعقاد والذي كتب عن العبقريات ( عبقرية محمد – عبقرية خالد – عبقرية عمر ...... الخ ) فقال المؤلف أن هذا الرجل الذي كتب عن عبقرية هؤلاء العظماء لا بد أن يكون هو عبقري وعظيم أيضاً فصال المؤلف وجال وتكلم وسطر كتابه هذا والمكون من ما يقرب من 450 صفحة بالحجم الكبير فبدأه بالعقاد والقلم وملامح عبقرية العقاد والعقاد والفن والعقاد الفارس ومعاركه السياسية ثم تطرق إلي العقاد وهؤلاء إلي أن تطرق المؤلف إلي معرفته هو شخصياً بالعقاد بفضل والده وقد أرسل له العقاد ببرقية رداً علي رسالته التي أرسلها له المؤلف حين ذاك ليهنئه بفوزه بجائزة الدولة التقديرية ويصل إنكار الذات للمؤلف وتراوده نفسه فيقول من أنا حتى أهنيء العقاد ثم حزم أمره وأرسل له برقية تقول ( أني أن كنت أنا أخر المهنئين لك بقلمي ولكني كنت أولهم بقلبي ) وإذا بالأستاذ يرد التهنئة بالشكر والعرفان ثم يتطرق المؤلف قبل ذلك في كتابه عن لمحات العبقرية عند العقاد والعقاد رئيس جمهورية الفكر – والأديب العالم – وفن القراءة والأدب المقارن عند العقاد بل سرد واستفاض في معارك العقاد الأدبية وعبقريته في النقد وتكلم أيضاً عن سيكولوجية الفكاهة والضحك عند الأستاذ العقاد إلي أن وصل في نهاية الكتاب عن مأثورات العقاد - والعقاد في ميزان الخلود – وأنني أقول أنني أمام هذا السفر العظيم الذي تكلم عن العقاد وعبقريته أجد نفسي في بحر لا شاطئ له أمام العقاد وتلميذه المستشار بركات بل أنني حين أتكلم وأكتب عن هذا وذاك أجد نفسي كأني مثل مدرس في الحضانة أتوا به فجأة ليلقي محاضرة في الجامعة ولكن عندما قرأت الكتاب تيقنت أيضاً أن العقاد لم يكن كاتب النخبة بل كاتب الناس والشعب كما كان ( يحيي حقي ، طه حسين ، توفيق الحكيم ، محمود تيمور والمنفلوطي وغيرهم أيضاً من كتاب جميع الطبقات ) وأنني أجزم وأقول إذا كان العقاد سحر المصريون ليس فقط بثقافته بل أيضاً بمواقفه النبيلة وصحيح أن سعد زغلول أبو الأمة وحبيب مصر لكن العقاد كان من الذين أوصلوا وهجه إلي الناس وأعتبر ركناً من أركان زعامته وأختم مقالتي بأن - سؤل ساحر الكلمة اللاتينية غابربيل غراسيا مركيز عن أفضل كُتاب بلده كولومبيا ؟ قال من الصعب الإجابة لأن كُتاب كولومبيا لم يدركوا بعد أن أول شيء عليك أن تفعله هو أن تتعلم كيف تكتب وها أنا أن أخوض في بحر لا شاطئ له لرجل أديب ورجل قانون يعرف كيف يكتب وأقول أيضاً أن أجمل كتاب في الأدب قرأته هذا العام بل من أعوام هو كتاب ( عبقرية العقاد ) والذي أري فيه أرقي أنواع الذوق الأدبي والعمق الثقافي ولقد تيقنت وأقول أن العقاد كان أول مؤثر ضخم في حياة المؤلف الفكرية والأدبية ولكنني أقول له أنني أحببت العقاد مثلك وأنه لا يختلف اثنان عن أنه عملاق الفكر والأدب ولكني أخشي عليك أيها الأديب المؤلف من عبادة الأبطال والذي يري أن العقاد بلا نقيصة ولا هانة واحدة ذكرها في كتابه مع أنني من حقي أن أقول أني لي علي هذا الأديب الفذ مآخذ كثيرة فله ما له وعليه ما عليه مثل جميع البشر تحياتي للمؤلف ورحم الله العقاد وجعله في الخالدين . صابر محمد عبد الواحد عضو اتحاد الكتاب الأفريقيين والآسيويين سوهاج - أخميم