كل منّا أنا وأنت عندما نتعرض لأى موقف مستغرب علينا أوغير متوقع حدوثه لنا أو لغيرنا فأول ما ينطق به ولسانى و لسانك من كل مفرادات اللغة كلمة واحدة وهى كيف أو باللغة العامية ( إزاى ) وقد يكون فى بعض الأحيان هذه الدهشة أو هذا الاستغراب انتقاداً وليس فى هذا ما يثير أى دهشة أو غرابة . ولكن المدهش والغريب أن تكون الإجابة أمامك واضحة كالشمس وبالرغم من ذلك نجدك أنت من يقول كيف ّ!!! مع أنه لو أنك أمعنت ودققت النظر فى هذه الأمور لما كانت هناك حاجة لطرح هذه الكيف ولما حدث لك هذا الاستغراب إذا نظرت للأمور بنظرة أكثر عمقاً وليس بتلك النظرة سطحية . فعلى سبيل المثال لا الحصر .......... كيف يستجيب الله لدعاء من لسان كاذب !! كيف تطلب السلامة ولم يسلم الناس من لسانك ويديك !! كيف تتمنى النجاة وأنت تمتلئ أنانية ولايهمك إلا نفسك فقط!! كيف تحلم بالأمان وأنت غير مؤتمن !! كيف تأمل الرحمة وأنت لم ترحم غيرك !! كيف تنال العزة وأنت من حقّرت نفسك !! كيف تعتقد النجاح وأنت لم تكد وتجتهد !! كيف ترجو ابناً بار وأنت لم تطعم حلال !! كيف تطلب رأفة وأنت بلا ضمير !! كيف تصفو بسمات روحانية ونفسك تمتلئ بالجاذبية المادية !! كيف تريد لقلبك أن يخفق وأنت لاتعرف معنى الحب !! كيف تدعى المعرفة وأنت بينك وبين العلم ألف حائل !! كيف تعجب من صبر الله على غيرك ولا تعجب من صبر الله عليك !! كيف تنتقد كل من حولك وأنت من حق عليه النقد !! كيف تدخل الجنة وأنت عاص لوالديك !! كيف يصلك الله وأنت لاتصل رحمك !! كيف ترضى وأنت لا تصدق أن الرضا فى القناعة !! كيف تبحث عن الراحة وهى ليست على الأرض !! كيف تكره الغدر وأنت من بغيرك غدرت !! كيف سيهنأ بالك وأنت لا تتصدق من مالك !! كيف تبغض النفاق وأنت أهل لكل نفاق !! لا تغضب هل تعلم من هو المنافق ؟ هو من إذا تحدث كذب . ومن إذا عاهد غدر . ومن إذا أؤتمن خان . وهو من إذا خاصم فجر . انظر لنفسك فإذا كنت تأتى هذه الخصال الأربع فأنت بالفعل أهل لكل نفاق . أما إذا كانت بك خصلة واحدة من تلك الخصال الأربع أو أكثر فأنت تحمل بين جنباتك جزءاً من النفاق . أما إذا كنت لا تحمل أياً من هذه الخصال الأربع فهذا الحديث ليس لك به شأن فهو من شأن غيرك . والآن كما قلت لك أن هذه الأمور على سبيل المثال وليست على سبيل الحصر ولكنها على الأقل تحمل فى مضمونها جزءاً لا بأس به من القيم والخلاق الإنسانية التى ما أحوجنا إليها اليوم . ليت كل منا ينظر بصدق وحيادية داخل نفسه ويرى أين هو من هذه الأمور . وليس عيباً أن نعترف بأخطائنا حتى ولو أمام أنفسنا . وما أرقى وأعظم الإنسان الذى يسعى لإصلاح نفسه أكثر مما يسعى لإصلاح جيبه بأى طريقة كانت . وما أسمى هذا الإنسان الذى يحاول جاهداً أن يسمو بروحه ويحلق بها بعيداً عن تلك الأكدار المادية . ما أروع هذا الإنسان الذى تستوى سريرته مع علانيته . ما أجمله إذا حشد قواه لإصلاح نفسه . (سهم الحق لابد أن يصيب) محمد نور [email protected]