إذا كانت العبادات ثقيلة علي قلبك.. فاعلم أن عندك مشكلة خطيرة وأنك في حاجة لمراجعة مستوي ايمانك حتي تتجاوز مرحلة الخطر.. يعني إذا اتيحت لك فرصة الانفاق في سبيل الله ووجدت نفسك تبخل بها وتفضل أن تبقي المال في جيبك أملا في زيادته فأنت في مشكلة.. وإذا سمعت الأذان واخترقت كلماته اذنيك ومع ذلك بقيت في مكانك تكمل ما تفعله وكأنك لم تسمع.. فأنت في مشكلة.. وإذا جاء موسم الحج واغناك الله من فضله مالا وصحة وأرجأت التلبية إلي عام قادم لأي حجة يخترعها لك الشيطان وأنت أصلا مؤهل للاقتناع بها فأنت حقا في مشكلة!! والسؤال المباشر هو كيف نواجه هذه المشاكل لنصلح من أوضاعنا مع خالقنا؟ فأنا لست موجودا في هذه الدنيا باختياري ولكن باختياره هو.. والاحوال لا تدور عليّ من الغني أو الفقر أو الصحة أو المرض ايضا باختياري لكي أخوض امتحان ينظر الله إلي اجابتي فيه.. وصعوبة هذا الامتحان انه بدون لجان ولا توجد أوراق اسئلة ولا مراقبون ولا أحد يحسب عليك لفتاتك وهمساتك وخطواتك.. فأنت حر اجب بما تشاء وهذا ما يجعل كثيرين يعتقدون انهم غير مراقبين فتحلو لهم المعاصي والتجاوزات ويتكاسلون عن فعل الطاعات وتجدهم مطمئنين لا يشعرون بوخز الضمير وكأنهم لن يقفوا للحساب أمام الواحد القهار.. وأعود إلي السؤال.. كيف أواجه مشاكل قلبي قبل أن تنتهي الحياة واكتشف ان اجابتي كانت دون المستوي وأن ما قدمته من أعمال سيئة التهم ثمار ما قمت به من أعمال صالحة .. والاجابة كما يقول العلماء هي ان تعرف اكثر عن الله.. من هو.. وما هي قدرته وتعرف لماذا خلقك.. وما سر وجودك وتفهم لماذا أنت فقير وغيرك أغني منك.. ولماذا أنت مريض وغيرك اصح منك.. وتفهم لماذا اعطاك الله البنين واعطي غيرك البنات؟ كل هذا يقتضي ان تعرف وتسمع كثيرا عن الله.. اقرأ.. واحضر جلسات العلم.. واسأل العلماء.. تفقه في دينك ولا تبق مستكينا راضيا بمقدار العلم الذي تعلمته في المدرسة أو من التليفزيون وإنما قل دائما »رب زدني علما« فإذا علمت وعرفت زادت خشيتك من الله.. وزادت معرفتك به.. وقتها لن تكون العبادات ثقيلة علي قلبك.. بل ستسعد بها وتعطيها الأولوية وستجد نفسك مستعدا دائما للاقتراب أكثر من خالقك.. ليس خوفا منه.. ولكن حبا فيه.