قطعت مصر الخطوة الأولى نحو خيار ضرب سد النهضة الإثيوبي عسكريًا، بحسب خبراء، في أعقاب تصريحات للسفير المصري بإثيوبيا، أبوبكر حفني بأن "مصر دخلت ضمن تحالف عسكري بشمال إفريقيا تتولي رئاسته، بهدف حفظ الأمن في تلك المنطقة". وفيما يعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي جلسة مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، اليوم قبل عودته من إثيوبيا عقب حضور قمة الاتحاد الإفريقي، بدا واضحًا أن القاهرة تتخلى تدريجيًا عن الطرق الدبلوماسية والفنية لمواجهة سد يعترض أمنها القومي والمائي. وعقد السيسي اجتماعًا مغلقًا قبل أيام مع وزير الدفاع صدقي صبحي، ورئيس المخابرات العامة ووزير الري، استمر لساعتين، وطرحت فيه كل البدائل لمواجهة السد بما فيها الخيار العسكري، وذلك طبقًا لمحللين وخبراء في مجال الموارد المائية. وقال الدكتور أحمد الشناوي، خبير السدود بالأمم المتحدة، إن "مصر أدركت أخيرًا أن المفاوضات الفنية مع إثيوبيا لا أمل فيها ولا نتيجة مرضية من ورائها"، واصفًا قيادة مصر لتحالف عسكري بشمال إفريقيا بأنها "خطوة موفقة جاءت في الوقت المناسب لمواجهة طموح إثيوبي مؤذ لمصر". وأضاف الشناوي في تصريحات إلى "المصريون"، أن "مصر تدخل التحالفات العسكرية عندما تري أن أمنها القومي في خطر، وحدث ذلك عندما دخلت التحالف العربي لمواجهة نفوذ الحوثيين وتهديدهم للمنطقة بأكملها". وتابع: "مصر بعد انضمامها لعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي، وقبل استضافتها لمؤتمر وزراء دفاع تجمع دول الساحل والصحراء، المقرر انعقاده في مارس المقبل، تتولى التنسيق بشأن هذا الملف لتعزيز التواجد العسكري بهذه المنطقة والعمل على تسوية النزاعات بها، وهو أمر من أمور السيادة المصرية، وخصوصًا أن إثيوبيا تتحدث دائماً بهذا المصطلح "السيادة الإثيوبية"، كما حدث ورفضت عرضًا مصريا بتمويل زيادة عدد بوابات سد النهضة الإضافية". من جانبه، قال هاني رسلان، خبير المياه بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، إن "الرئيس السيسي عليه حسم جميع الأمور التي تشغل بال المواطنين المصريين قبل أن يأتي إلى مصر"، مشددًا على "ضرورة فتح ملف سد النهضة مرارًا وتكرارًاً أمام الإثيوبيين في بلادهم، وإقناعهم بأن هذا السد سيجلب الدمار والخراب لدول المنطقة". وأضاف رسلان: "مهمة السيسي في أديس أبابا هي احتواء "فشل اجتماعات الخرطوم"، والخروج بالأزمة من النفق، وإشاعة أجواء إيجابية، بعد أن وصلت أزمة السد إلى مربع الخطر". ومؤخرًا ساد التخوف الشارع المصري في ظل بيان رسمي لمؤسسة الرئاسة عن حضور السيسي للقمة الإفريقية، فيما خلا البيان رسميًا من التطرق لأي شيء يخص سد النهضة الإثيوبي، أو الحديث عن أن السيسي سيبحث هذا الملف مع مسئولين بإثيوبيا أثناء زيارته.