برغم اختلاف توجهاتهم الفكرية والثورية والسياسية إلا أنهم اتفقوا على نفس المصير وهو السجن، المكان الذي جمع أسرة محمد البلتاجي الإخوانية، وأسرة المناضل أحمد سيف الإسلام اليسارية، وأسرة المصور عمر عبد المقصود بأكملها. "عبدالمقصود" أسرة بأكملها خلف قضبان السجن أب وثلاثة أبناء خلف القضبان بدون تهمة واضحة، ذلك هو ملخص قصة المصور الصحفي عمر عبد المقصود والذي قبض عليه في فبراير 2014 وخرج بعدها بشهر. ولم يشاء الأمن أن تنتهي القصة عند هذا الحد، حيث اقتحم منزله مرة أخرى يوم 14 أبريل 2014، وحطموا كل محتويات منزله واعتقلوا شقيقه إبراهيم بعدما اعترض على تصرفات الأمن واصفا إياها بالوحشية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تم اعتقال أخيه الأصغر أنس البالغ من العمر 17 عاما في اليوم الثاني بتهمة حرق سيارات مواطنين في مظاهرة بميت غمر والتظاهر. وكان آخر الاعتقالات التي تعرضت لها تلك العائلة المنكوبة اعتقال والدهم نفسه البالغ من العمر 61 عاما يوم 9 يناير 2016 أثناء زيارته لأبنائه بتهمة حيازة هاتف نقال وهي تهمة يدفع غرامة لها حوالي 70 جنيها ولا تتم المعاقبة عليها بالحبس فضلا عن اتهامه أنه ينتمي لجماعة مَحظورة فأمر وكيل النيابة بحبسه 15 يوما. أسرة محمد البلتاجي.. لم يتبق أحد أسرة يكاد لم يتبق منها أحد، أسرة القيادي الإخواني محمد البلتاجي، وتتصدر عائلته قائمة العائلات الموجودة بالمعتقلات فيقبع البلتاجى بسجن العقرب وتصل مدة أحكامه إلى 250 عامًا. استشهدت ابنته الوحيدة أسماء البلتاجى يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013 وهي تبلغ من العمر 17 عاما، عندما كانت تدرس في الصف الثالث الثانوي. "أسماء" شاركت في ثورة 25 يناير، كما شاركت أيضاً في أحداث شارع محمد محمود، آخر ما كتبته عبر صفحتها على فيس بوك: «هم بيتونا بالوتير هجداً، وقتلونا ركعاً وسجداً، وهم أذل وأقل عددا". روت مصادر مقربة منها أن آخر ما نطقت به كان "أثبتوا فإن النصر قريب، ولا تتركوا الثورة للعسكر". اما ابنه أنس البلتاجي فقد تم اعتقاله مع آخرين على خلفية اتهامهم بتمويل المظاهرات، وهو نفس مصير عمار البلتاجي الذي تم اعتقاله بعد مقتل شقيقته أسماء، ثم أفرج عنه. وتأتى الأم سناء عبد الجواد لتشكل طاقة الصمود التى تقطر من كلماتها تعبر عن تحمل الابتلاءات بالثبات، وتم اختيارها من قبل شباب "فيس بوك" لتكون الأم المثالية لهذا الجيل أسرة سيف الإسلام.. الجميع ثوار دفعت عائلة الناشط الحقوقي الراحل أحمد سيف الإسلام عبد الفتاح، ثمنًا غاليًا ضريبة لعقود طويلة قضوها في النضال من أجل الحرية، حيث اعتقل الأب 4 مرات في عهدي الرئيسين الأسبقين أنور السادات والمخلوع حسنى مبارك. كان أول اعتقال له عام 1972 لمشاركته في مظاهرة الطلاب لتحرير سيناء، ثم اعتقل على إثر مشاركته في الاحتجاجات التي اندلعت بعد خطاب السادات لتأخره في إصدار قرار الحرب على إسرائيل. وآخر مرة اعتقل فيها كان يوم موقعة الجمل في 3 فبراير 2011، حيث اقتحمت قوات الأمن مركز هشام مبارك واعتقلت أحمد سيف. أما الأم ليلى سويف ولقبها أم المساجين، فهي ناشطة سياسية في مجال حقوق الإنسان وكان لها العديد من المواقف السياسية في الحركة الوطنية. وبدأت سويف العمل السياسي وهي في السادسة عشرة من عمرها في مظاهرة خرجت من جامعة القاهرة بعد إلقاء القبض على عدد من الطلبة. وفي عام 2003 شاركت بعض أساتذة الجامعة في تأسيس «حركة 9 مارس»، ودعت إلى حملة تضامن لمساندة أهالي المحلة، وذلك عقب أحداث إضراب 6 أبريل عام 2008 لفك الحصار المادي والمعنوي المفروض عليها من قبل الشرطة. أما علاء عبد الفتاح، الابن الأكبر، فهو سجين كل الأنظمة التي تعاقبت على حكم مصر، دخل السجن في عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، كذلك في عهود المجلس العسكري، والرئيس المعزول محمد مرسي، والرئيس السابق، عدلي منصور، وأخيرا في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي. منى سيف، العضو الرابع في العائلة، ناشطة سياسية وكانت من أوائل مؤسسي حركة «لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين»، شاركت في وقفات ضد المجلس العسكري، وانتقدت سياساته، واستهدافه للمتظاهرين والنشطاء، وتم القبض عليها في أحداث مجلس الشورى، وصدر حكم بمعاقبتها بالحبس سنة مع الإيقاف، في تهمة التجمهر وحرق مقر أحمد شفيق، كما تم القبض عليها في مظاهرات الشورى، واتهمت الشرطة بإلقائها في الصحراء مع بعض الناشطات، فضلا عن خوضها أكثر من إضراب عن الطعام. ولم تكن سناء سيف، الابنة الصغرى أقل ثورية من أسرتها فهي واحدة من 24 شخصا ألقت الشرطة القبض عليهم بزعم اشتراكهم في المسيرة التي انطلقت إلى قصر الاتحادية يوم 21 يونيو 2014، لرفض قانون التظاهر وتم الحكم بحبسها 3 سنوات، إلي أن خرجت بعفو رئاسي من الرئيس عبد الفتاح السيسي.