سطرت بدمائها العطرة ثورة غضب داخلية جديدة في نفوس الشباب الثوري التي كانت قد هدأت نسبيًا ولكن ظهر يوم ال24 من يناير 2015 كان للشرطة المصرية رأي آخر في التهدئة بين الشباب الثائر والنظام، حيث استشهدت "شيماء الصباغ" برصاص الخرطوش الذي تمركز في ظهرها واخترق أضلاعها ليستقر بالقرب من القلب، وسرعان ما فقدت الوعي ومن ثم توفيت، ولكن بالحديث عن أسباب استخدام العنف من عناصر مدنية شبابية سلمية في فعالية لإحياء ذكري ثورة ال25 من يناير المجيدة بالقرب من ميدان التحرير ووضع بعض من أكاليل الظهور بميدان طلعت حرب رمزًا للشهداء الذين راحوا ضحية وفداء للوطن، وأن ينعم باقي الشعب بتحقيق مطالب "عيش وحرية وعدالة اجتماعية" والتي لم يتحقق جزء منها حتى الآن. "البلد دي بقت بتوجع ومفيهاش دفا.. يا رب يكون ترابها براح وحضن أرضها أوسع من السماء".. كانت هذه آخر كلمات كتبتها الصباغ قبل نزولها إلى فعالية القاهرة إحياءً لذكرى الثورة الرابعة عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وكأنها ترثي نفسها قبل أن تكون على موعد مع الموت بعد ساعات في اللحظة التي قررت فيها الخروج لتحية شهداء ثورة 25 يناير الذين سبقوها. فلم تكن تحسب أنها على موعد مع أن تكون أيقونة من أيقونات الشهداء الذين راحوا فداء لمصر من أجل تحقيق وتخليد ذكرى الثورة المجيدة، فكانت واقعة استشهادها بمثابة شرارة لانطلاق غضب ثورى وحزبى من جانب كل القوى السياسية، حيث قام عدد من المنظمات النسائية بتنظيم وقفة تضامنية مع الصباغ بنفس المكان بميدان طلعت حرب والذي استشهدت فيه، ليؤكدن أن الوقفة وقفة نسائية فقط للتنديد بمقتلها ومحاكمة الجانى، ويشارك فيها السيدات والبنات بكل انتماءاتهن والاستثناء للرجال من الصحفيين والإعلام فقط، ليعلنّ عبر وقفتهن أن قوات الداخلية هي التي قتلتها برصاصة غادرة اخترقت صدرها أودت بحياة ضمائر كل من شاهدها ولم يحرك ساكنًا، وأشرن إلى أنها جريمة كاملة في وضح النهار لتسقط الضحية ويقف القاتل خلفها ثم ننتظر نتيجة التحقيقات التي تبحث عن قاتلها. وفي ذكرى رحيلها الأولى، دشن عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاجات ينعون فيها "شيماء الصباغ" ويتذكرون مواقفها السياسية السابقة ومدى ارتباطها بثورة يناير، حيث شاركت في الكثير من الأحداث السياسية التي أعقبت الثورة وكانت مواقفها واضحة تجاه تحقيق مطالب الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية، وذلك بحسب قول زملائها والشباب الثوري الذي لديه صلة وثيقة بها، نظرًا لعملها الحزبي كعضوة قيادية بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي.