انهيار للمبانى.. الأراضى تتحول إلى مزارع سمكية.. والمسئولون: "عندنا نية لحل الأزمة" وضع مأساوى يعيشه أهالى الإسماعيلية، حيث أصبحت ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية تهدد المساكن بالانهيار والأراضى الزراعية بالبوار، بعد أن تفاقمت بشكل كبير فى العشر سنوات الأخيرة. المياه الجوفية، دفعت بعض السكان لهجرة عقاراتهم بعد أن أصابها التصدع نتيجة تآكل أساسها الخراساني, وهناك من اضطر للبقاء داخل مسكنه لعدم وجود أماكن أخرى يلجأون إليها ويقومون بنزح المياه الجوفية يوميًا دون فائدة تذكر. فى البداية يقول أحد الأهالى يمتلك "كشك" بمساكن التمليك المتطور، إنه شاهد إحدى الشقق بالدور الخامس بعمارة 4 تنهار على غرفته بالدور الرابع بسبب الحالة المزرية التى تشهدها العمارة بأكملها. فيما أضاف محمود محمد، أحد السكان بعمارة 7 بالتمليك المتطور، أنه يمتلك شقة بالدور الأول عائمة على بركة مياه جوفية وصرف صحى، مما أدى إلى تأكل أساسات المبنى السكنى بأكمله وتمايله إلى ناحية اليسار مهددًا بسقوط النصف الأعلى من العمارة. وأوضحت وفاء السيد، مدرسة أن السبب فى هذه المشكلة هو تصاريح الأبراج السكنية التى تصدر من الأحياء مقابل أموال لتسهيل صدور تلك التراخيص بل الرغم من قرار وقف صدور تراخيص لبناء تلك الأبراج المرتفعة على أرض المحافظة، مشيرة إلى أن هذا الأمر أدى لانهيار البنية التحتية للمحافظة، حيث لم تصمم شبكات المياه والصرف فيها لاستيعاب تلك الزيادة . كما أكد صلاح الصايغ- برلمانى سابق- تمت مناقشة أزمة المياه الجوفية بالإسماعيلية فى مجلس الشعب منذ سنوات، وطالبنا وقتها وزراء الزراعة والرى والإسكان بالتدخل الجاد للتعامل مع هذا الملف الحيوى وفق دراسات تعد مسبقًا بعد أن قدمنا وقتها طلبات إحاطة بشأن هذه المشكلة وشرحنا تفاصيلها وحددناها فى عوامل كثيرة. وتابع أحمد غريب- مزارع- أن المجارى المائية تعد سببًا رئيسيًا فى تفاقم مشكلة المياه الجوفية بمراكز ومدن الإسماعيلية حيث ارتفع منسوبها فى الأراضى الزراعية داخل نطاق التل الكبير وأثرت سلبًا على محاصيل الخضراوات والفاكهة التى يتم إنتاجها شتاء وصيفًا، حيث لجأ بعض المزارعين لزراعة الأرز للاستفادة قدر المستطاع من الأرض بدلا من بوارها وهناك من استغل الموقف وقام بتحويل حيازته من الأفدنة لمزارع سمكية، ضاربًا عرض الحائط بالقوانين التى تحظر ذلك فضلاً عن البرك المنتشرة فى كل مكان بسبب المياه الجوفية التى يصعب القضاء عليها بحلول مؤقتة. بينما توجد كارثة لا يحمد عقباها وهى تهالك مبنى المستشفى العام، والذى لم يتجاوز بناؤه التسع سنوات، حيث انهارت أجزاء كبيرة من المبنى وخاصة بالمطبخ بسبب رشح مواسير الصرف الصحى وظهور المياه الجوفية على جدران أساسات المستشفى. من ناحيته أكد رفعت رشدى رئيس المجلس المحلى لمركز ومدينة الإسماعيلية السابق، أن مبنى محافظة الإسماعيلية الجديد عائم على المياه الجوفية بسبب انخفاض أرضه، مؤكدًا أنه لديه تقرير يوضح ذلك بالتفصيل، وأنه شاهد أكثر من مرة وتحديدًا بخلف المبنى مباشرة بركة من المياه الجوفية تخترق أملاحها جدران وأثاثات المبنى الخلفية . فيما أعلنت محافظة الإسماعيلية، عن نيتها فى اتخاذ إجراءات عاجلة لحل أزمة زيادة المياه الجوفية وذلك بالتنسيق مع خبراء المياه بجامعة قناة السويس مناقشة الأسباب الرئيسية وراء ظاهرة ارتفاع المنسوب ببعض المناطق والتجمعات العمرانية وسبل حل الأزمة..