تغيير الأنظمة أو فكرة التداول على السلطة ربما تكون في المستقبل القريب متاحة و سلسة وممكنة وفي متناول العديد من شعوب العالم الثالث ..هي فكرة رائعة لطرح المشاريع والأفكار الجديدة والبدائل .. لكن وحدها لا تكفي إن لم يصاحبها تغيير على مستوى المجتمعات وعقليات وذهنيات الناس ..لا تكفي الحكومة الصالحة المصلحة وحدها من دون مجتمع واع وإيجابي. يساهم و يتابع وينتقد و يرافق عملية التغيير والإصلاح..ماذا تفعل الحكومات الفاعلة والجادة إذا كانت المجتمعات متخلفة وتعارض فكرة التغيير من الأساس وربما تقع حجرعثرة في طريقها ..إنّ التغيير كالطائر يطير بجناحين تغيير على مستوى الحكام وتغيير يلازمه على مستوى المجتمعات وكلا الجناحان لا غنى عنهما لنجاح عملية التحليق والإقلاع النهضوي لبناء الأوطان. •••• من المؤلم أن تتنافس وسائل الإعلام في تضليل الرأي العام فتنجح وتبدع في هذه المهمة بامتياز .. بينما تخفق إخفاقا ذريعا في ممارسة مهمتها الأساسية في تنوير الرأي العام ونشر الوعي والثقافات الوطنية بل تعتبر الحريات والديمقراطية وحرية الرأي وتحقيق المطالب والحقوق الأساسية و الكرامة للمواطنيين مواضيع ثانوية ليست ذات أولوية ..أسباب هذا الانحراف ليس فقط ضعف القائمين على الإعلام والصحافة وضحالة تكوينهم وغياب ضمائرهم وخدمة الأغراض الشخصية على حساب أخلاقيات المهنة فحسب.. بل نظرا لتدخل رجال المال والسلطة واستعمال الإعلام في خدمة المصالح الخاصة.. والمصالح الخاصة لا تُحمى دون تضليل ونشر الأكاذيب والإشاعات والدفاع عن اللصوص وناهبي المال العام وتلك المهمة التي انبرى لها بعض أهل الإعلام وأهملوا مهنتهم الأساسية.. وبذلك أصبح المجتمع ينظر للإعلام بعين الريبة والشك ويصنف بعضه كخادم للسلطان عوض أن يكون معينا للغلبان . •••• تصرف الدول العربية والإسلامية مبالغ طائلة في مؤتمرات من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والرياضية يتحدث الخبراء والاقتصاديون ويعطون الوصفات الكاملة للخروج من التخلف والتقهقر والتبعية ولكن كل هذه الأفكار والحلول لا تجد طريقها للتجسيد في الواقع .. تُكتب في الأوراق وتلقى في الأدراج لتذهب أدراج الرياح ...أين الخلل ..؟ الخلل في المؤسسات طبعا التي لا تتقبل التغيير ولا تلقي أي بال للبرامج التحديثية الجديدة ولا تستمع للخبراء.. وتفضل أن تبقى تسير بالطرق البالية حيث تعشش الرداءة وسوء التدبير وتبذير المال العام ..إذن من الأجدى اليوم التوقف عن هذه المؤتمرات المهرجانية المكلفة لربح الميزانيات عوض مواصلتها وهي لا تجدي نفعا لأن توصياتها لا تطبق ..والأولى التفكير بجدية في تطبيق ما هو مطبق وناجع عند الغير وهو في المتناول من دون أن نصرف عليه دولارا واحدا .