قالت صحيفة "أوزجور دوشونجه" التركية، إن العالم الذي نعيشه ليس عالما واحدا. بل هناك عوالم متداخلة بعضها البعض. فثمة عوالم موازية ضمن العالم. وسكنة كل عالم من العوالم يعيشون ضمن قوانين وظروف العالم الذي ينتمون إليه. وكذلك الجن. فالجن يعيشون في عالم مواز لعالمنا. إن كلمة الجن تعني المحجوب والمستور. فالجن مخلوقات لا يمكن لنا إدراكها بحواسنا، وهم يمتلكون المشاعر والإرادة مثل البشر، كما أنهم مكلفون بتطبيق الأوامر الإلهية، وليست لهم أجسام مادية. وفي القرآن الكريم سورةٌ تتحدث عن الجن، وهي مكوّنة من 28 آية. علما بأن القرآن يتحدث عن الجن في سور أخرى أيضا. وتشير بعض الآيات التي تخبرنا عن الجن بأنهم خُلقوا من النار قبل خلق الإنسان. فقد قال تعالى: "وخلق الجان من مارج من نار". وقال أيضا: "والجان خلقناه من قبل من نار السموم". ويتضح من هذه الآيات أن الجن قد خُلقوا من نار شديدة بلا دخان ولا رائحة. ولم تتوصل التكنولوجيا الحديثة في يومنا إلى معلومات عن عالم الجن وخصائصه. إذ إن العبارات التي ذكرها الله تعالى في القرآن حول الجن مثل (مارج، نار، سموم) لا يُعرف ماهيتها بالضبط؟ فالإنسان المخلوق من طين له هيئة وطباع مختلفة، ولكنه لا يعلم كيفية خلق الجن من نار. ويمكننا تلخيص المعلومات التي تتحدث عن ماهية الجن فيما يلي: 1- الجن أيضا يأكلون ويشربون، شأنهم شأن البشر. يتزاوجون ويتناسلون. ففيهم الذكر وفيهم الأنثى. يولدون ويكبرون ويموتون. ولكن متوسط أعمارهم أطول من متوسط أعمار البشر. 2- والجن مخلوقات لطيفة في عالم مادي، ولهم مشاعر وأرواح. ولذلك فهم مكلفون كالبشر بالإيمان والعبادة، وبالتالي ففيهم المؤمن وفيهم الكافر. قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون". وقد استمع نفر من الجن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يتلو عليهم القرآن. قال تعالى: "وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا". 3- ثمة رسل أرسلهم الله إلى الجن. قال تعالى: "يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ". 4- بعض أهل جهنم من الجن. قال تعالى: " وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ". وقال: "إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ". وثمة أسباب عديدة تتيح للجن إمكانية الانتقال من عالمهم إلى عالمنا، فإما أن تقع حادثة جاذبة (مغنطيسية) في عالمنا، أو أن يتكون ممرأو منفذ بين العالَمَين، أو أن تكون الحالة الروحية لشخص ما موافقةلعالمهم، ويكون وسيلة لمرورهم إلى عالمنا سواء كان بعلم منه أو من غير علمه بموجب طبيعته. وإلا فلا يمكن للجني أن يخرج من عالمه حسب رغبته. كما أن الجن لا يمكنهم التأثير على أي شخص كان. ولكنهم قد يخاطبون أناسا يمتازون بأنهم وسطاء مع عالم الجن منذ الولادة، أو يتلبسون بأشخاص ضعيفي البنية أو مصابين بأمراض معينة. وغالبا ما يكون هؤلاء الأشخاص منطوين على أنفسهم وخجولين، ومضطربين نفسيا، أومصابين بانفصام الشخصية، أو بأمراض تتعلق بالدماغ. ولا يمكن للجن أن ينفذوا من عالمهم إلى عالمنا للبقاء بشكل مستمر. فلا بد لهم أن يعودوا إلى عالمهم بعد مدة معينة. فكما أن الإنسان الذي يغطس في الماء يضطر للخروج بعد مدة معينة، كذلك الجني الذي يدخل عالم الإنس يضطر للعودة إلى عالمه بعد مدة معينة. أعاذنا الله جميعا من أضرار شرار الجن. وصفوة القول: 1-الجن مثل البشر يأكلون ويشربون، ويتزاوجون ويتناسلون. 2-الجن مكلفون كالبشر بالإيمان والعبادة . 3- لا يمكن لأي جني أن يخرج بإرادته إلى خارج حدود عالمه.