قال الدكتور صابر حارص، أستاذ الإعلام بجامعة سوهاج، إنه من المستحيل أن ينهض مجتمع ما فى ظل غياب مشاركة الشباب وفى مقدمتها المشاركة السياسية والانتخابية باعتبارها مؤشرا واضحا لقياس التفاعل والانتماء والإيمان بالمصلحة العامة مشيرا إلى أن غياب مشاركة الشباب ربما كانت السبب الأهم فى اندلاع ثورة 25 يناير حينما شعر الشباب بحاجتهم إلى التعبير عن الرأى والمساهمة فى اتخاذ القرار بغض النظر عن نتائج وآثار وأساليب هذه المشاركة. جاء ذلك فى إطار فعاليات الندوة الكبرى التى أقامها مركز الإعلام التابع للهيئة العامة للاستعلامات بالتعاون مع قصر ثقافة طهطا بمحافظة سوهاج وتحدث فيها أيضًا الدكتور محمد عمر أبو ضيف أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر عن أسباب ونتائج ثورة 52يناير بينما تحدث الدكتور صابر حارص عن المشاركة السياسية للشباب من ثورة يناير حتى الانتخابات المحلية القادمة. وأضاف حارص أن مشاركة الشباب تستمد أهميتها من الشرع والواقع والقانون ومواثيق حقوق الإنسان وأن الله أمر نبيه بالشورى ولا يمكن لبشر أو جماعة أن تسير فى الطريق الصواب بعيدًا عن الشورى التى تجسدت فى العصر الحديث بالمشاركة الانتخابية لافتًا النظر أن هذه المشاركة هى التى أنهت أنظمة وجاءت بنظم أخرى. وقال حارص إن أهم ما فى دستور2014 هو تشجيعه لمشاركة الشباب وضمانه تواجدهم سواء بالبرلمان أو المجالس المحلية التى يصل مقاعد الشباب فيها إلى 25% مشيرًا إلى أهمية المشروعات والإجراءات التى قامت بها مؤسسة الرئاسة والحكومة سواء فى إعداد القادة وتمليك الأراضى الزراعية بعد استصلاحها أو فى تطوير التعليم والمشاركة فى الحوار. وكشف حارص عن تناقضات كثيرة فى صور المشاركة السياسية للشباب بعد ثورة يناير ابتداء من حالة السيولة السياسية التى اجتاحت الشباب بنوعيه الذكور والإناث وبشقيه الأمى والمتعلم سواء بالحوار أو النزول للميادين فى حين تراجع هذا كله فى الترشح بانتخابات 2012 وأضاف حارص أن الأمر تكرر فى ضعف نسب المشاركة الانتخابية بعد الثالث من يوليو رغم حالة السيولة والنزول للميادين قبلها. وفسر حارص ذلك بتشتت الشباب فى كيانات صغيرة وتنافسهم على مطامع خاصة وضياع فكرة المصلحة العامة ونقص خبراتهم السياسية وافتقادهم لرأس المال اللازم للحملات الانتخابية وعدم الرضا عن بعض الأوضاع وخاصة الخطاب الإعلامى والدينى السائد فضلاً عن حالة التسخين والهياج المنتظمة من بعض برامج الحواريات. وتوقع حارص زيادة نسبة مشاركة الشباب فى التصويت بالانتخابات المحلية نتيجة التنافس الواضح على ربع مقاعدها فى الانتخابات القادمة وأشاد بحالة التنظيم والاستعداد المسبق من جانب الشباب السوهاجى بهذه الانتخابات واستعانتهم بمواقع التواصل الاجتماعى كإحدى أدوات الدعاية الانتخابية لهم.