تابعت مثلما تابع الملايين اداء النواب الجدد للقسم الدستوري وكذلك تصويتهم لاختيار رئيس البرلمان الجديد في اول جلسة له وكانت جلسة اجرائية بحته ... وبعيدا عن بعض المهازل والمواقف التي اثارت سخرية البعض ، فانني لاحظت انه كان يتم النداء على الاعضاء بالاسم ليس وفق الترتيب الهجائي الأبجدي المتعارف عليه في البرلمانات العربية .... لكن كان يتم النداء على نواب كل محافظة على حدة للتصويت ...وهو اجراء برلماني غير محمود .. وبعد بحثي في سوابق البرلمان المصري في ذلك اكتشفت للاسف انه سبق وان تم تطبيقه في اول برلمان بعد ثورة يناير 2011 حيث كان النداء على النواب بالاسم لأداء اليمين الدستورية ، محافظة محافظة ، اي يتم نداء اسماء نواب كل محافظة وتم البدء بالقاهرة وكان رئيس الجلسة هو رئيس السن الدكتور محمود السقا .. وهذا الاجراء هو سابقة غريبة قسمت النواب جغرافيا مما يخالف روح مواد الدستور المعنية بالبرلمان و التي تتعامل مع النائب فور اعلان انتخابه باعتباره ممثلا للشعب كله وليس للدائرة الانتخابية التي انتخبته .
واعتقد ان المجلس الحالي ايضا لم يكن موفقا في ان يبدأ اولى جلساته وهي الجلسة الإجرائية باجراء غير محمود يرسخ لتقسيم النواب على أساس الانتماء لمحافظة او منطقة ما ...
واعتقد ان تقسيم النواب وفق انتماء كل نائب لمحافظته ، يخالف المبدأ البرلماني والدستوري المصري والعالمي وهو ان النائب في البرلمان يمثل جميع ابناء وطنه وليس فقط يمثل ابناء منطقته الجغرافية والسكنية ... فالنائب في البرلمان المصري من المفترض انه نائب الشعب كل الشعب بمسلميه ومسيحييه بالريفيين والحضريين والبدر .. وهو يمثل المحافظات كلها من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ... فمن اول لحظة بعد انتخاب العضو في مجلس النواب فانه اصبح نائبا لكل المصريين من دون اي تفرقة دينية او جغرافية او عائلية او قبلية او سياسية ...
لذلك نتمنى تصحيح ذلك الإجراء في المرات القادمة اثناء التصويت على القرارات او انتخابات اللجان البرلمانية بحيث يكون النداء على النواب بالاسم في عمليات التصويت وفق الترتيب الأبجدي وليس وفق انتماء كل نائب لمحافظته .
اللهم بلغت اللهم فاشهد ..
باحث وصحفي عضو نقابة الصحفيين عضو اتحاد الصحفيين العرب عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.