أقالت السلطات الإيرانية، مساعد محافظ العاصمة طهران للشؤون الأمنية صفر علي براتلو، من منصبه، وذلك على خلفية الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الإيرانية، حسين علي أميري. ويأتي هذا كأحد إجراءات الإيرانية في محاولاتها للتخفيف من التوتر الذي تسبب به الاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران، وبعد موجة غير مسبوقة من التصريحات التي اعتبرت خليجياً "عدوانية" بحق المملكة عقب تنفيذها حكم قضائي بإعدام متهمين بالإرهاب بينهم نمر النمر. ودان أميري مهاجمة السفارة والقنصلية السعوديتين، معتبراً أن الحادث كان "متوقعاً إلى حد كبير"، وكان على قوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية اتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون وقوعه، مشيراً إلى أن وزير الداخلية أوعز بتشكيل فريق للتحقيق وكشف ملابسات الحادث، وفق ما نقلت وكالة فارس الإيرانية. وكان براتلو، قد زار الشارع الذي شهد الهجوم على السفارة السعودية والتقط عدداً من صور "سيلفي" بين رجال الأمن ووسط المتظاهرين، ونشرها على صفحته على فيسبوك، على ما أفادت "الشرق الأوسط". وأضاف أنه حسب إعلان المساعد الأمني لوزارة الداخلية اعتقل نحو ستين شخصاً في قضية مهاجمة السفارة السعودية في طهران ويجري الآن التحقيق معهم وسوف يعاقب المقصرون ويحالون إلى القضاء. ومنذ أن قامت السلطات السعودية بقطع كل علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إيران، وما تبع ذلك من تضامن عربي كبير مع المملكة وإدانات لإيران والاعتداءات على البعثة السعودية في طهران ومشهد، بدأت إيران في تهذيب لهجتها والتنصل من الاعتداءات التي أُعيد تقييمها حيث وصف مسئولون إيرانيون القائمين عليها ب"الخارجين عن القانون" و"المندسين" و"العملاء". ومن أجل التخفيف من الضغوط المستمرة ضدها على خلفية الاعتداءات، بدأت حراكاً دبلوماسياً حثيثاً، حيث أرسلت وكيل وزير الخارجية الإيرانية، مرتضى سرمدي، إلى سلطنة عمان قادماً من الكويت للقاء وزير الشؤون الخارجية العماني، لطلب وساطة وبحث الأزمة مع الرياض، كما عرض حلفاؤها في بغداد وموسكو الوساطة للصلح مع المملكة.