شهدت مناقشات اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب خلال اجتماعها مساء أمس العديد من المفاجآت الخطيرة بعد أن كشف نواب بورسعيد عن حجم الفساد الذي شاب عملية بيع أراضي ببورسعيد في المنطقة الصناعية ، والذي وصل إلى حد حصول أحد الأطفال على 22 ألف متر مربع ، وهو ما حدث على يد محافظ بورسعيد السابق. وأكد النائب الرفاعي حمادة أن هؤلاء اكتسبوا أو تربحوا من خلال بيع هذه الأراضي ملايين الجنيهات ، وتساءل أين الحكومات المتعاقبة من تنمية بورسعيد أو دعمها ، مشيرا إلى أن التنمية والقلاع الصناعية تمت بالجهود الذاتية ومن خلال أبناء بورسعيد ولو قامت الحكومة بدعم بورسعيد لأصبحت من أكبر المناطق الصناعية على مستوى العالم. وقال الرفاعي إن التنمية في بورسعيد مازالت محدودة وإن كان جهد المحافظ الدكتور مصطفى كامل بدا واضحا في تحريك المياه الراكدة وذلك من خلال إخلاصه وفكره الاقتصادي الذي لا يختلف عليه اثنين ، وإن كان ذلك لم يمنع من استمرار القنبلة الموقوتة في بورسعيد المتمثلة في البطالة التي أصابت كل أسرة بورسعيدية . وأوضح النائب أنه كان من المقدر منذ 8 سنوات أن تستوعب المنطقة الصناعية خلف الميناء المحوري 250 ألف فرصة عمل إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن لغياب الشفافية وانتشار الفساد الذي ساعد على حصول حفنة من الأفراد على أجود الأراضي بهذه المنطقة دون إقامة أي مصنع عليها. وكان ثاني المفاجآت التي فجرها نواب بورسعيد الكشف عن وجود سوق سوداء يتم فيها بيع الحصص الاستيرادية من خلال أصحاب تلك البطاقات التي تصل مكاسبهم في عملية البيع الواحدة ما بين 800 إلى 1000 إلى 3000% فضلا عن قيام محافظة بورسعيد ببيع بعض الحصص الاستيرادية إلى السوق السوداء للتجار. من جانبه ، أكد الدكتور مصطفى كامل محافظ بورسعيد أن محافظة بورسعيد لا تبيع في السوق السوداء الحصص الاستيرادية للتجار ، والحقيقة أنه في الفترة التي عانت فيها بورسعيد من الركود والكساد كان هناك بعض الفائض لدى المحافظة لعدم قدرة التجار على شراء الحصص بالكامل فقامت المحافظة ببيعها لبعض التجار بنسبة ربح 18% فقط ، وأن هذا الأمر قد انتهى بعد أن عادت الأمور إلى وضعها الاقتصادي الطبيعي. ودافع المحافظ عن أصحاب بطاقات الحصص الاستيرادية وقال إنني مع كشف أسماء هؤلاء وحجم الحصص التي يحصلون عليها وجميعهم من بورسعيد باستثناء قلة من القاهرة . وحول واقعة حصول إحدى الراقصات على إحدى الحصص ، قال المحافظ بحدة أنها سيدة مؤمنة بالله وكانت جنسيتها أرمينية واعتنقت الإسلام وكان زوجها معروف لدى شعب بورسعيد بأنه أكرم واحد في المدينة وأسمه مختار حبيب الصغير وربنا يرحمهما ماتا منذ عام 1986 لم تصدر أي بطاقة استيرادية جديدة في بورسعيد. وقال المحافظ إن التنمية في بورسعيد وصلت استثماراتها 8.2 مليار جنية وذلك بالجهود الذاتية وهناك 134 مصنعا بالمدينة مع إضافة 3 مصانع أخرى تم افتتاحهما الأحد الماضي.