أعرب خبراء عن تخوفهم من نضوب المياه الجوفية بالصحراء الغربية، وخاصة في مناطق استصلاح الأراضي، الأمر الذي قد يهددها بالجفاف في المستقبل. وطبقًا لخرائط توضيحية تحدث عنها متخصصون فإن أراضي مشروع المليون ونصف المليون الذي دشن الرئيس عبدالفتاح السيسي المرحلة الأولى منه مؤخرًا تقع على طبقة مائية غير متجددة، وهو ما يعني أن المياه الجوفية بالمناطق لها وقت معين قبل أن تنفذ. وقال الدكتور أحمد الشناوي، خبير المياه والسدود، إن جميع الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية تؤكد أن عمر المياه الجوفية بمنطقة الفرافرة ومعظم مناطق استصلاح الأراضي قصير جدًا. وأضاف الشناوي ل"المصريون"، أن "المشروع سيكون فاشلاً إذا اعتمدت الدولة على مخزون المياه الجوفية فقط، لأنه سينفذ قريبًا، في ظل ارتفاع درجة الحرارة بمنطقة الفرافرة وقربها من خط الاستواء"، قائلاً إنه "على الحكومة أن تفكر في بدائل للمياه الجوفية من الآن". من جانبه، قال الدكتور يحيى القزاز، الخبير الجيولوجي وأستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، إنه لا يستطيع أحد أن يُحدد بدقة مخزون المياه الجوفية بالصحراء الغربية، وخصوصًا في ظل اختيار مناطق مرتفعة الحرارة لتنفيذ مشروع المليون ونصف فدان. وأشار إلى "العديد من الأسباب التي تؤدي حتمًا إلى فشل مشروع المليون فدان، فبجانب ندرة المياه الجوفية، فهناك إشكالية تتعلق بالرمال المتحركة في الصحراء الغربية، وأخرى متعلقة بقرب مناطق الاستصلاح من مدار السرطان وبالتالي ارتفاع نسبة التبخر، ولذلك يصعب زراعة الأراضي في فضل آخر بخلاف الشتاء". وشكك في الأرقام التي أعلنت عنها القوات المسلحة عن توفير المياه الجوفية لأراضي مشروع المليون فدان لمدة 100 عام، مطالبًا ب "إعداد دراسات حقيقية عن المشروع ودراسته بشكل مستفيض". كانت الحكومة قد أعلنت مؤخرًا عن إطلاق المرحلة الأولي من مشروع المليون ونصف فدان، والتي تشمل 500 ألف فدان بالفرافرة، مؤكدة أن تلك الأراضي تم استصلاحها بشكل كامل وتنتظر طرحها للشباب طبقًا لكراسة شروط سيتم تحديدها فيما بعد. وقالت مصادر ل"المصريون"، إن كراسة الشروط مرتبطة بشركة لم تحددها الحكومة إلى الآن ومن المقرر طرحها قبل يونيو القادم.