أكد السفير التركي في الأردن، سادات اونال، دعم بلاده للفلسطينيين ووحدتهم، معتبراً أن القضية الفلسطينية تمثل "قضية قومية بالنسبة لتركيا، التي تبذل كل جهدها لدعم الاعتراف الدولي بفلسطين في أوروبا والأممالمتحدة". وبيّن اونال، خلال المحاضرة التي نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط، مساء الثلاثاء، تحت عنوان "السياسات التركية تجاه الأردن والشرق الأوسط "، تمسك تركيا بشروطها، "لا سيما رفع الحصار عن قطاع غزة، فيما يتعلق بإعادة ترميم العلاقة مع إسرائيل"، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية "يتم التلاعب بها من قبل عدة أطراف"، (لم يسمها)، وفق تصريحاته. وحول العلاقة بين تركيا والشرق الأوسط، أشار السفير التركي في عمّان، وفقًا لوكالة "قدس برس"، إلى وجود العديد من "الإدعاءات" بشأن دوافع السياسة الخارجية التركية تجاه منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً "عدم وجود أي نوايا لتركيا للتوسع أو السيطرة". وأكد اونال أن من أهم ثوابت السياسة الخارجية التركية "احترام سيادة ووحدة أراضي الدول الأخرى". موضحاً أن بلاده تنتهج هذه السياسة في تعاملها مع سورياوالعراق، وكل الدول العربية. وفيما يتعلق بالملف السوري، أوضح اونال أن الأهداف الأساسية للسياسة التركية تجاه سوريا "تتركز على وقف نزف الدماء، وإيجاد حل سلمي للأزمة السورية". معتبراً أن ما يجري في سوريا "ضد كل القيم الإنسانية، ويجب وقفه". وأوضح اونال أن "رد الفعل القوي والعنف من قبل النظام السوري تجاه المظاهرات السلمية، تسبب بوصول الأمور إلى ما هي عليه الأزمة الآن". ولفت النظر إلى أن "بيان جنيف، وما يتضمنه من دعوة لانتقال سياسي حقيقي، يمثل أحد أساسيات السياسة التركية فيما يتعلق بسوريا". مؤكداً ضرورة خروج المعارضة السورية بموقف ووفد موحد للتفاوض. ودعا اونال الأممالمتحدة للقيام بعدة إجراءات، (لم يُبينها)، ل "وقف نزيف الدم في سوريا، والبدء بعملية انتقال سياسي حقيقية". لافتاً النظر إلى مصادقة مجلس الأمن الدولي على هذه الخطوات، "مما يبشر بصيص أمل تجاه الأزمة السورية". وأشار اونال إلى ما تمثله قضية اللاجئين السوريين من أهمية لكل من الأردنوتركيا، معبراً عن تقديره لما يقدمه الأردن للاجئين السوريين، مقارنة بحجم الاقتصاد والسكان، ومعبراُ عن تقديره لاستمرار الأردن في "سياسة الحدود المفتوحة تجاه اللاجئين". وأكد اونال أن تركيا تحاول القيام بواجبها تجاه اللاجئين قدر استطاعتها، نافياً الأنباء حول مفاوضتها الاتحاد الأوروبي للحصول على الأموال مقابل ذلك. مضيفاً: "تركيا تسعى لأن يتحمل المجتمع الدولي المسؤولية تجاة اللاجئين السوريين"، إضافة إلى استقبال 300 ألف لاجئ عراقي، والمساهمة في إقامة مخيمات اللجوء في كردستان العراق. ونفى السفير التركي الإدعاءات بشأن علاقة تركيا بتنظيم الدولة الإسلامية، أو دعمها، وما تروج له بعض الأطراف، (لم يذكرها)، من شراء تركيا للبترول من تنظيم الدولة. وشدد على أن تركيا "تعدّ أحد ضحايا الإرهاب منذ أكثر من 20 عاماً، وأنها تعرف ما هو الإرهاب وما هي نتائجه". مشيراً إلى قيام تنظيم الدولة باستهداف بلاده أكثر من مرة، ما أسفر عن مقتل الكثير من المدنيين الأتراك، وفق قوله. وأكد سادات اونال مشاركة تركيا في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وفتح الأجواء التركية لقصف الأهداف التابعة للتنظيم.