صمّمت أن تأخذ حقها بطريقة مشروعة فامتنعت عن الطعام والشراب حتى وصل بها الحال إلى حالة من الإعياء الشديد بعد عدة مرات أغمى عليها أمام الجميع بمستشفى "المبرة" العام ببورسعيد، هي سماح زاهر، موظفة بهيئة ميناء بورسعيد، قادتها الظروف إلى كشف فساد وإهدار المال العام داخل الهيئة التي تعمل بها فكانت النتيجة أن تم عقابها بالنقل إلى "السكك الحديد". كانت المفاجأة أن "سماح" وبعد اكتشافها لواقعة إهدار المال العام وحديثها الدائم عن قضايا الفساد التي تمتلئ بها الهيئة التي تعمل بها، أن وزير النقل أصدر قرارًا بنقلها إلى سكك حديد المحافظة، بدلًا من ترقيتها، في واقعة تؤكد وجود فساد للركب داخل وزارة النقل. قالت سماح: إن وقائع إهدار المال التي اكتشفتها داخل هيئة ميناء بورسعيد تقدر بنحو 400 مليون جنيه، وأنها لن تندم مطلقًا على كشفها لهذا الفساد، الذي وصفته بأنه مستشر في الهيئة منذ زمن، مضيفة أن نقلها إلى آخر الدنيا لن يُثنيها عن مواصلة كشف الفساد والمفسدين، مؤكدة أن لديها جميع ما يُثبت موقفها وأن هناك بالفعل إهدارًا للمال العام بالجملة داخل هيئة ميناء بورسعيد. ودخلت المواطنة البورسعيدية في فترة إضراب تام عن الطعام، وذلك في محاولة لجذب الأنظار إليها والتركيز على قضيتها التي تشير إلى كم الفساد الموجود داخل مؤسسات الدولة، وقالت إنها لن ترجع عن الإضراب عن الطعام حتى يستمع إليها متخذ القرار الذي بيده محاسبة وزير النقل على موقفه. وتنتظر مصر تغييرًا وزاريًا وشيكًا يقوم به المهندس شريف إسماعيل، لبث الروح داخل حكومته في محاولة لنيل ثقة البرلمان الجديد، ويأتي هذا التغيير بالتزامن مع حركة محافظات موسعة، قالت مصادر حكومية إنها "ستكون خلال أيام بعد تعيين الرئيس السيسي للنواب الجدد داخل المجلس واكتمال أعضائه". وطالب أهالي بورسعيد، النائبين عن المحافظة أحمد فرغلي ومحمود حسين، بالتدخل العاجل في قضية "سماح زاهر" والتحقيق فيما تمتلك من مستندات تثبت إهدار المال العام، ما يعني أن النائبين وقعا في أول تحد حقيقي مع الحكومة.