رفضت دولة الجزائر كعادتها المشاركة في التحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب والذي تقوده المملكة العربية السعودية والمشكل من 34 دولة عربية وإسلامية. وأوضح تقرير نشرته شبكة السى إن إن عن سبب عزوف الجزائر بالانضمام للتحالف بأن الدستور الجزائرى لايسمح للدولة بالدخول بجيشها في تحالفات عربية أو إقليمية أو دولية لافتة إلى أن الدستور ينص على عدم انخراط الجيش الجزائري في أي مهام قتالية خارج الحدود، مما شكّل عقيدة راسخة في السياسة الخارجية، مفادها عدم السماح بخروج قوات مقاتلة جزائرية خارج الوطن، إلا أن هذه العقيدة لم يتم الثبات عليها سنتي 67 و73 خلال الحروب العربية-الإسرائيلية. و أضافت الشبكة الأمريكية بأن المتتبع للمسار التاريخي للسياسة الخارجة الجزائرية يتوصل إلى حقيقة أن الجانب الديني لا يعد محورا أساسيا في الموقف الجزائري وهذا ما تعكسه مواقف البلد من عدة قضايا . و أستدل التقرير بعزوف الجزائر فى المشاركة بجيشه لحل بعض الأزمات الدولية مثل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومشاركة الجزائر مرة واحدة كملاحظ في الكونغو الديمقراطية، فضلا عن امتناعها عن المشاركة في القوة العربية المشتركة التي تسعى الجامعة العربية لتشكيلها . وأشار التقرير كذلك إلى لتحالف العربي في اليمن التي شاركت فيه بعض الدول العربية تحت قيادة السعودية في حربها على الحوثيين في اليمن، حيث عبّرت الجزائر وقت ذاك عن رفض المشاركة فيها امتثالا لمبدأ «الجزائر لديها موقف سياسى يقضي بعدم مشاركة جيشها في حرب خارج أراضيها»، حسبما ورد على لسان وزير الخارجية «رمطان لعمامرة» في تصريحات صحفية سابقة. و نقلت الشبكة عن ، قال الضابط السامي السابق في جهاز المخابرات الجزائرية العقيد «محمد خلفاوي» قوله "مبدئيا الدستور الجزائري لا يسمح للجيش أن يتدخل خارج تراب بلاده"، مضيفا : "الجزائر لا تساعد أي بلد من أجل احتلال بلد آخر". ومن جانبه ، علق على المحلل السياسي الدكتور «حسن نافعة» على التحالف الإسلامى : «هو تحالف شكلي عبارة عن تحالف سياسي أكثر منه عسكري». وتابع «نافعة» قائلا: «هذا التحالف يحاول تجميع الدول السنية ضد الشيعة، وهو تحالف خطر مبني على الطائفية ويعمق الحرب الطائفية ولا يساعد على احتواء المشكلة». و إلى ذلك ،برأي رئيس ديوان الحكومة السابق الدكتور «منصور قديدير»، فإن الجزائر لديها نهج مختلف لمكافحة الإرهاب خلافا للسعودية وعدد من الدول العربية الأعضاء في التحالف والتي تستبعد الحوار السياسي مع الجماعات الإسلامية، فالجزائر –حسبه- تعمل بطريقتين «العمل السياسي مع الخصوم والوسائل العسكرية والأمنية لمكافحة العنف الإرهابي». وحسب «أبصير أحمد طالب» الباحث في الشؤون الأمنية و الإستراتيجية فان التحالف جاء «في اطار استباقية للتطورات الحاصلة في الفضاء الأوروبي والذي بدوره قرر تشكيل قوة عسكرية حمائية لفضاء شنغن»، خصوصا أن إعلان التحالف كان من باريس وهذا ما يوحي حسب محدثنا إلى وجود «تقارب فرنسي سعودي». وعن رفض الجزائر المشاركة في التحالف، يقول «أبصير»: "الجزائر شكّلت تحالفات إقليمية في حربها على الإرهاب مع بعض من الدول المشاركة في ذلك التحالف على غرار التشاد ومالي والنيجر ونيجيريا ومصر والسودان".