أفكار عابرة ...!!

السياسة هي فن الممكن وإصلاح ما أمكن ..وهي محاولة إصلاح وتغيير جماعية تشارك فيها النخب السياسية والثقافية والإعلامية لتقديم أفكار ورؤى لإصلاح المجتمع .. والسير نحو الأفضل لتحقيق التطور المنشود والحياة الكريمة للمواطنين، والوصول إلى دولة الحق والقانون والعدل والإنصاف.
····
النقد مهم جدا ومطلوب.. بل واجب لإصلاح الأمور وتبيان الخلل والنقائص ..وكل شخصية عامة واجب عليها تقبل نقد الناس لها بروح عالية..لأنها في موقع المسؤولية وحتما ستجد من يقف لها بالمرصاد يسأل ويتساءل و هناك من يخالفها الرأي والفكرة وهو أمر طبيعي وصحي وفي مصلحة المجتمع.
····
الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .. والحوار الصريح لا يعني التجريح . والتجريح والثلب أسلوب النفوس المريضة والضعيفة الحجة والدليل والبرهان ...والتحاور بالكلمات أفضل من التراشق باللكمات والسباب والشتائم .. وما قتل فكرة إلا متعصبون لها جاهلون لأساليب الحوار وسبل الإقناع.
····
الاعتراف بالخطأ والاعتذار من الأساليب الراقية في الدول السليمة والناضجة ،التي يجب أن يتعلمها الإنسان وهو سلوك سوي لا ينقص من قيمة الإنسان بل يزيد.. لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة والاعتذار تعامل إنساني راقٍ.
····
هناك خيط رفيع بين النقد القوي المطلوب وهو مشروع بل واجب وبين التجريح والإهانة والنيل من الشخص وكيل الشتائم وإفراغ الأحقاد بغير وجه حق ... ولا تقاس حضارة المجتمعات إلا بأساليبها الحضارية في إدراة خلافاتها بالحوار الهادئ والاحترام المتبادل .
····
الاختلاف السياسي أو الديني أو الفكري مهما كان لا يعني بتاتا التجريح في الاشخاص وانتهاك الخصوصية وإهانة الكرامة والتعرض للناس في أسرارهم وعائلاتهم .
····
في هذا المشهد الإعلامي العربي الضبابي والمختلط بالحقائق والأكاذيب والأخبار المُختلقة ... على النخب الجادة والصادقة أن تواصل مسيرة التوعية والتنوي لأجل إشعال شموع الأمل والتفاؤل والحقيقة والمصداقية للأجيال الجديدة التواقة للعدل والحرية والكرامة .

بقلم ..اليزيد ڨنيفي... ..EL YAZID –GUENIFI...
كاتب من الجزائر ..