أعظم ما يملكه الإنسان وهو لا يدري قيمته .. العفو والصفح عن الناس وتقبل أخطاءهم وزلاتهم والتغاضي عن إساءاتهم .. من امتلك هذه الصفات فقد حباه الله بكنز نادر.. فريد ومميز. هذا الكنز الثمين يعود على الإنسان بالنفع بلا شك.. حتى وإن بدا للبعض أنه مذلة وجبن وتراجع ..قليل من العفو عمن يسيء إليك يغمرك بسعادة لا تُوصف ويلهمك نقاءا حياتيا عجيبا ،لن تناله ولو أنفقت ما في الأرض جميعا .. أنظر إلى سيرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهو يقابل الإساءة بالحسن حتى للذين ناصبوه العداء وشوهوه واعتدوا عليه مكرا وخداعا وأخرجوه من داره بغير حق. كلنا يحفظ قصة اليهودي الذي التزم برمي القاذورات من أمام بيت النبي الكريم ،لكن لمّا مرض هذا اليهودي عاده الرسول وسأل عن حاله .. يالها من صورة ناصعة لإسلام التسامح والغفران وعدم الرد بالمثل والانتقام.. إنها صورة الاسلام الساطع الناصع التي يجب أن تعرفها البشرية اليوم ..رسالة العفو وغفران الأخطاء والتعامل بالتي هي أحسن عوض رد الإساءة بالإساءة مثلها. وإن ننسى فهل ننسى قصة المجموعة التي كانت تعادي النبي محمد -عليه السلام -وتمكر له وتنصب له المكائد والمصائد وتلفق له التهم وتخترع له الأكاذيب ؟أرأيتم لما تمكن منها وأسرها وقال قولته المشهورة عليه الصلاة والسلام "وما تدرون أني فاعل بكم " قالوا ..أخ كريم بن أخ كريم ..قال" اذهبوا فأنتم الطلقاء" ..هل هناك أعظم من سلوك العفو عند المقدرة ونسيان الحقد وعدم الانتصار للنفس؟ ...هل شهدنا في عالم الحضارات أعظم من هذه الرسالة في الرقي الانساني والتعامل الحضاري بين الناس؟ .. ما أحوجنا إلى لغة الإسلام النقية وصورته الناصعة ليتعرف العالم على هذا الدين الإنساني العظيم ..وليعرف الناس من كافة الديانات أن الإسلام أكبر رسالة في تسامح الإنسان مع أخيه الإنسان ..إنها رياضة سلوكية إنسانية راقية أولى لنا أن نتعلمها ونلقنها لأولادنا فنتربى على المحبة والسلوك الكريم في التعامل مع الناس بالتي هي أحسن والشكر الجميل فنثبت في مجتمعاتنا لغة الحوار والتقارب والتفاهم عوض لغة التخوين والعنف والانتقام للنفس . هذا ديننا وتلك حضارتنا وسيرتنا التي وجب على الأجيال الجديدة المتعلمة أن تحملها وعلى النخب المثقفة أن تبشر بها العالم. .......... ڨنيفي اليزيد ..الجزائر .. Guenifi lyazid.. البريد الالكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.